أحمد أبوذياب – غزة بوست
مسيرة الأعلام…مرة كل عام فما الجديد؟
مسيرة الأعلام هي واحدة من أهم الطقوس التي يقوم بها المستوطنين والمتطرفين ليحتفلوا من خلالها بيوم توحيد القدس, وبحسب التقويم العبري فتكون المسيرة في نفس اليوم الذي سيطرت فيه إسرائيل على القدس والموافق ال5 من يونيو/ حزيران, ويشارك في هذه المسيرة آلاف القوميين اليهود حيث أنهم يتوافدون على المدينة ويسيرون عبر شوارعها وأزقتها لإحياء ذكرى احتلال الجزء الشرقي منها ووقوع المدينة برمتها تحت السيطرة الإسرائيلية.
ويقوم المشاركين من خلال المسيرة برفع الأعلام الإسرائيلية ويقومون بأداء طقوسهم الدينية وبالإنشاد والرقص عبر مكبرات الصوت.
ومن وجهة نظر فلسطينية فإن هذه المسيرة هدفها الرئيسي هو إستفزاز الفلسطينيين من قبل الجماعات المتطرفة وحركات الإستيطان المتشددة, حيث أنهم يمرون من عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة انطلاقاً من باب العمود وصولا إلى حائط البراق والذي يسمونه بحائط المبكى ، والذي يعتبر أقدس المواقع لدى اليهود حيث يجتمع المشاركون فيه بنهاية المسيرة.
وتقوم الشرطة الإسرائيلية بإجراءات أمنية مشددة يشارك فيها الآلاف من رجال الشرطة والجيش خوفآ من حدوث أعمال شغب بين الفلسطينيين واليهود خلال المسيرة, وكما أنها تجبر الشرطة الإسرائيلية أصحاب المحال الفلسطينية في الحي القديم من المدينة على إغلاق محالهم لمنع حدوث أي أعمال عنف أو إحتكاكات بينهم وبين اليهود المشاركين في المسيرة, وتقيم الشرطة أيضآ العديد من الحواجز لمنع الإحتكاك بين الطرفين خلال المسيرة.
ويذكر أنه قد بدأت الإحتفالات في هذه المسيرة منذ عام 1974م .
ومن الجدير بالذكر أن المسيرة تحدث كل عام ولا تأخذ هذا الحيز الإعلامي الكبير في الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والعالمية, فما الجديد؟
تشير التقديرات الإسرائيلية بأن المقاومة الفلسطينية بكافة أذرعها إتفقت على رفض مسيرة الأعلام وأنها تريد فرض معادلات جديدة على الجيش الإسرائيلي من خلال إجبارهم على منع إقامة مسيرة الأعلام زاعمين أن المسيرة قد تؤدي إلى تفجير الأوضاع من جديد في المنطقة, وهذا ما أكده لسان الكثير من الناطقين بإسم الأذرع الفلسطينية حيث أنهم أكدوا بأن إجراء مسيرة الأعلام سيقابل برد كبير من كافة المناطق الفلسطينية وليس من غزة وحدها, وأنهم لن يسمحوا بتدنيس المسجد الأقصى أو إستفزاز مشاعر المسلمين فيه,
ويذكر أنه لم يسبق وأن هددت الفصائل الفلسطينية هكذا من قبل بسبب مسيرة الأعلام, وهذا ما أثار شكوك وتخوف الكثير من الإسرائيليين حول إجراءها أم لا,
وقد حدثت مناوشات كبيرة في الساحة الإسرائيلية وخاصة بين وزراء الاحتلال داخل الكنيست الإسرائيلي في الأسبوع الماضي بين مؤيدٍ ومعارض لإجراء مسيرة الأعلام, حيث إعتبر بعض الوزراء والحاخامات أن مسيرة الأعلام قد تؤدي إلى تصعيد جديد مع غزة, إسرائيل غير مضطرة له, حيث صرح الحاخام ” إدلشتاين ” أحد قادة المستوطنين الحريديم بأن المسيرة غير ضرورية, كما أنه حاول إقناع المستوطنين بالإمتناع عن الصعود إلى جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) وقال أيضآ ” ألا تفهمون أن مسيرة الأعلام غير ضرورية..وخطيرة؟ لأنها تعمل على إستفزاز الدول المجاورة.
ومن جهة أخرى إعتبر البعض أن إلغاء المسيرة هو إعلان هزيمة وإستسلام للفصائل الفلسطينية بغزة والتي سبقت وقد هددت بخطورة إجراء المسيرة, كما أكد وزير حكومة الاحتلال ” نفتالي بينيت ” أن المسيرة ستجرى كما هو مخطط لها ولن يسمح لأحد بأن يمنع الشعب الإسرائيلي من الإحتفال بهذا اليوم,
وبدوره أكد وزير الدفاع ” بيني غانتس بأن المسيرة ستجرى بمسارها الإعتيادي رغم تهديدات الفصائل الفلسطينية, وأن الجيش على جهوزية تامة للتعامل مع أي طارئ قد يحدث.
وعلى صعيد دولي فقد حذرت ” الولايات المتحدة الأمريكية ” إسرائيل من خطورة إجراء مسيرة الأعلام وأنها قد تجر المنطقة إلى تصعيد كبير يصعب السيطرة عليه, إلا أن ” إسرائيل ” قد أصرت على إجراء المسيرة ورفضت طلب أمريكا وأفشلت أيضآ وساطات عربية عديدة قد دعتها إلى الإمتناع عن هذه المسيرة.
وبالرغم من إجراء هذه المسيرة وإنتهاءها مساء الأمس دون حدوث أي ردة فعل من ” الفصائل الفلسطينية ” وعلى عكس ما توقعته ” إسرائيل ” إلا أن المنطقة ما زالت على صفيح ساخن وقد تنفجر فيها الأوضاع في أي لحظة ممكنة, وقد بدأ الجيش منذ صباح اليوم بإخلاء عددآ من مستوطنات غلاف غزة وإغلاق الطرق المؤدية إلى حدود قطاع غزة, خوفآ من إطلاق صواريخ أو مضادات للدروع ” كورنيت “.
وكما أكدت الفصائل الفلسطينية بأن ما حدث بالأمس لن يمر مرور الكرام وأن المقاومة ما زالت في أتم الجهوزية وأنه لا يوجد ضمانات لردات الفعل التي قد تحدث.