تاريخ النشر:
16 يونيو 2022 8:47 GMT
تاريخ التحديث: 16 يونيو 2022 8:55 GMT
يتفاعل الجمهور مع موسيقى معينة يألفها باعتبارها ترتبط بأرضه وماضيه، لكنه يطرب موسيقياً عندما يسمعها حيّة على خشبة مسرح، فتسافر به إلى أزمنة وأمكنة راسخة في وجدانه، لتلامس ذكريات كامنة قد يغيّبها صخب حياة الغربة.
وعلى مسرح جوقة روح الشرق في أستراليا، ثمة مغنون وموسيقيون يقودون تلك الرحلة الموسيقية إلى عالم اللحن الشرقي، مصطحبين جاليات عربية وأجنبية قطعت تذكرة سفر إلى ذلك العالم، حيث التراث والطرب الأصيل.
”جوقةُ روح الشرق“ في أستراليا فرقة عربية تأسست عام 2018 لتقدم الموسيقى العربية الأصيلة والتراث الموسيقي الشرقي إلى الجاليات العربية في أستراليا.
وقالت مؤسسة الجوقة رانيا شلهوب لـ“إرم نيوز“: ”تأسست هذه الجوقة بسواعد موسيقيين شغوفين بموسيقى الشرق الأصيلة، وخلقنا عبرها مجتمعا خاصا يسوده الحب والود، ومساحة للهرب من ضغوطات الحياة“، على حد تعبيرها.
وأضافت شلهوب، وهي أسترالية من أصول سورية: ”نسعى من خلال حفلاتنا للحفاظ على التراث الشرقي الذي نحمله من بلادنا، ونقله للأجيال الجديدة بغرض ترسيخ هذا الفن الأصيل في قلوبهم وعقولهم“.
وتضم الجوقة عازفين ومغنين من مختلف الجنسيات العربية ومن كافة فئات الأعمار التي تبدأ من أطفال بعمر 9 سنوات، إلى الموسيقيين المخضرمين.
ويعمل هؤلاء على إظهار أصالة الفن الشرقي والعربي أمام الغرب، وتعريف المجتمع الأسترالي والجاليات الأجنبية بهذه الثقافة الموسيقية.
وهنا أضافت شلهوب: ”تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة عن العرب، والصورة السوداوية التي تكونت عن اللاجئين، مهمة تقع على عاتق أي مثقف أو موسيقي، وهذا ما نعمل عليه من خلال الفن الذي نقدم“.
وعن تفاعل الحضور مع الحفلات قالت شلهوب: ”في كل حفل يكون الإقبال غير متوقع، ومن جميع الجاليات العربية، وفي حفلنا الأخير الذي حمل اسم (قلبي دليلي) حضر بعض المسؤولين الأستراليين واحتفوا بالفن الذي نقدّمه رغم عدم إجادتهم اللغة العربية“.
ويسعى موسيقيو جوقة روح الشرق لأن يكونوا سفراء للحن الشرقي عن بلادهم العربية يحركون من خلاله وجدان أبناء جلدتهم في الغربة.
وتابعت شلهوب: ”بعد كل حفل نستقطب عددا من الموسيقيين والمغنين الذي يأتون للمشاركة في حفلاتنا، خاصة أن تقديم الفن الشرقي على المسرح في أستراليا قليل، فهناك الكثير من الحفلات الفنية الساهرة، لكن تقديم فن شرقي وتراث وطرب على خشبة المسرح قلما وجد“.
ويحرص أعضاء الجوقة على ضمان بقائها وتنوع طاقاتها خصوصاً تلك التي كبرت وتربّت على الألحان الشرقية والموسيقى الطربية.
وقالت جانيت حداد، وهي مغنية في الجوقة لـ“إرم نيوز“: ”انتسابي إلى جوقة روح الشرق كان بمثابة تحدٍ وشغف وتعبير عن عشقي للأغاني الشرقية، فمنذ وصلت إلى أستراليا وأنا أحلم بمنبر أستطيع من خلاله إرضاء ذلك الشغف“.
وأضافت حداد، وهي أردنية تعيش في أستراليا: ”نعيش مع أعضاء الجوقة جواً من الحب والانتماء، وتساهم تدريباتنا في تنمية مواهبنا الموسيقية، وعندما نصعد إلى المسرح، نشعر بأننا في الوطن، وبأننا سفراء هنا للفن الشرقي والتراث الموسيقي العربي“.
وتتعلق حداد بالفن الموسيقي العربي وتعلن تمسكها بالموسيقى الشرقية، وأضافت: ”هي مرتبطة بجذورنا وتاريخنا، وواجب علينا تصديرها للأجيال القادمة، وأنا فخورة بهذه الجوقة كما أفخر بموسيقاي العربية“.
وختمت حداد حديثها بالقول: ”في كل مرة نقف فيها على المسرح، تزداد مسؤوليتنا في صون هذا التراث وهذه الثقافة الموسيقية، وتتوقد عزيمتنا لدعم الفن العربي في المهجر“.
وكان أول حفل موسيقي لجوقة روح الشرق عام 2018 بعنوان ”سهرة حب“ قدمت فيه أعمال فيروز والأخوين الرحباني، كما قدمت الجوقة عددا من الحفلات الدينية في بعض المناسبات مثل أعياد الميلاد والفصح، أما آخر حفلاتها فكان هذا العام بعنوان ”قلبي دليلي“ وقدمت فيه أهم الأغاني المصرية القديمة لأم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.
وعن طموح المشروع تتحدث مؤسسة الجوقة رانيا شلهوب: ”رسالتنا رسالة سلام وحب، ونطمح للانتشار والتقدم وإعلاء قيمة الموسيقى العربية، ونسعى للوصول إلى كل الجاليات العربية والأجنبية في أستراليا، وربما خارجها“.