وكالات-غزة بوست
مريم أبو طه
ولي العهد السعودي في تركيا للمرة الأولى بعد مقتل خاشقجي
وصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا اليوم الأربعاء 2022-6-22 في زيارته الرسمية الأولى بعد سنوات من الخلافات التي بدأت مع الربيع العربي وزادت بعد حادثة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في السفارة السعودية في إسطنبول.
وتأتي هذه الزيارة لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهدف التطبيع الكامل للعلاقات التي تضررت بشدة بعد مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال الرئيس التركي أردوغان عند تأكيده لزيارة الأمير محمد لبلاده “بإذن الله سنرى إلى أي مستوى يمكننا الارتقاء بالعلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية. وتأتي الزيارة في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد التركي ضغوطُا كبيرة بسبب تراجع الليرة وارتفاع التضخم إلى أكثر من 70 في المئة، ويقول محللون إن الأموال السعودية والعملة الصعبة قد تساعد أردوغان في حشد الدعم قبل انتخابات يونيو 2023.
تعود بداية هذه المصالحة إلى أبريل 2022 عندما زار أردوغان السعودية للبحث عن سبل تطوير العلاقات بين البلدين، وقبل هذه الزيارة بثلاث أسابيع كان القضاء التركي قد قرر حفظ قضية اغتيال الصحافي المعارض جمال خاشقجي كاتب المقالات في صحيفة واشنطن بوست. وأحالت بعدها أنقرة هذا الملف إلى السلطات السعودية ما فتح المجال أمام تقارب مع الرياض.
وتأتي الخطوة الثانية للمصالحة اليوم الأربعاء مع استقبال أردوغان للأمير محمد الذي يقوم بجولة إقليمية باشرها الإثنين في مصر وقادته أيضًا إلى الأردن.
ولي العهد السعودي في تركيا للمرة الأولى بعد مقتل خاشقجي
رأى (سونر كاغابتاي) من معهد “واشنطن إنستيتوت فور نير إيست بوليسي”، أن هذه الزيارة هي الأهم في انقرة منذ قرابة عقد من الزمن”. مشيرًا إلى أن الخلاف بين الرياض وأنقرة يعود إلى عام 2013 عندما دعم الرئيس أردوغان الرئيس المصري محمد مرسي الذي ينتمي إلى الأخوان المسلمين في وجه المشير عبد الفتاح السيسي.
وعلق (كاغابتاي) “أردوغان وضع كبرياءه جنبًا بعض الشيء، فلديه هدف وحيد الفوز بالانتخابات المقبلة”
ومن جهة أخرى رأت (غونول تول) مديرة برنامج تركيا في معهد “ميدل إيست إنستيتوت” في واشنطن “أحد الدوافع الرئيسية للسعودية هي إقامة جبهة سنية تشمل تركيا في مواجهة نفوذ إيران في المنطقة”. وأضافت “هذا التقارب لن يسمح بحل المشاكل الاقتصادية الرئيسية في تركيا”.
وأكدت أيضًا “أن محمد بن سلمان لن ينسى بسهولة موقف تركيا خلال قضية خاشقجي. ففي تلك الفترة كان الأمير محمد يسعى إلى الترويج لصورته كرجل إصلاحات في البلاد وعلى الساحة الدولية. إلا أن تركيا بكشفها قضية خاشقجي الحقت ضررًا كبيرًا بهذه الصورة”.