القدس المحتلة-غزة بوست
حنين يعقوب النواجي
يائير لبيد من نجم تلفزيوني سابق إلى رئاسة حكومة إسرائيل
نجح يائير لبيد النجم التلفزيوني السابق الذي لم يأخذه الإسرائيليون على محمل الجد عند دخوله معترك السياسة، في اكتساب مصداقية بعد عشر سنوات على انخراطه في السياسة الإسرائيلية خاصة بعدما نجح في إقصاء رئيس الوزراء الإسرائيلي المخضرم بنيامين نتانياهو من الحكم، بعد أن جمع أحزابا من كل التيارات في حكومة واحدة
لبيد ولد في تشرين الثاني/نوفمبر 1963 في تل أبيب .
بدأ العمل في صحيفة “معاريف”، ثم انتقل الى صحيفة “يديعوت أحرونوت” الأوسع انتشاراً بين الصحف الإسرائيلية، وبات اسمه معروفاً في إسرائيل فقد كان كاتب عمود.
ونشر عشرات الكتب وألّف وأدّى أغنيات، ولعب حتى أدواراً في أفلام.
حين اعتزل الصحفي السابق العمل التلفزيوني في 2012 لتأسيس حزبه “يش عتيد” (هناك مستقبل)، اتّهمه منتقدوه باستغلال شعبيته كمقدّم برامج ناجح لجذب الطبقة الوسطى.
وفي انتخابات كانون الثاني/يناير 2013 حصل على المركز الثاني على إثر حملة انتخابية ركزت على الطبقة الوسطى المتعثرة في إسرائيل التي كانت قد خاضت احتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة وتمتع فئة بعينها من النمو الاقتصادي للدولة.
يقول عضو البرلمان من حزب “يش عتيد” دوف ليبمان إن دافع لبيد لدخول المعترك السياسي ليس شخصيا ولا علاقة له بتعزيز العلامة التجارية التي يمتلكها
يائير لبيد من نجم تلفزيوني سابق إلى رئاسة حكومة إسرائيل
ويضيف ليبمان الذي اعتزل السياسة وانسحب من الحزب لاحقا “لم يكن بحاجة إلى ذلك، كان وضعه الاقتصادي مستقرا ويتمتع بالشهرة”.
ويزعم رجل السياسة السابق أن لبيد “انخرط في السياسة لأنه شعر أن الأمور في إسرائيل بحاجة إلى تغيير”.
اتسمت رحلة لبيد السياسية التي بدأها كوزير للمالية في عهد نتانياهو بالإثارة وكانت مليئة بالتحديات في ظل رهان منتقديه على الفشل.
لكنه ما لبث في العام 2015 أن انضم إلى المعارضة وأصبح أحد أهم الزعماء الراغبين في الإطاحة بنتانياهو.
بعد حوالي عشر سنوات، بلغ لبيد منعطفاً أساسياً في مسيرته السياسية وفي السياسة الإسرائيلية المتذبذبة، وأنجز المهمة التي وضعها لنفسه: طرد بنيامين نتانياهو المتهم بالفساد والذي أمضى أطول فترة في رئاسة الوزراء في تاريخ إسرائيل، من السلطة.
في الانتخابات التشريعية التي جرت في 23 آذار/مارس 2021، حلّ حزبه في المرتبة الثانية وراء الليكود بزعامة نتانياهو وعلى إثر إخفاق رئيس الوزراء السابق بتشكيل الحكومة، أوكلت المهمة للبيد.
وقّع لبيد في الثاني من حزيران/يونيو العام الماضي اتفاقا على تشكيل ائتلاف الحكومي بالتحالف مع ثلاثة أحزاب يمينية بينها حزب “يمينا” القومي المتطرف، وحزبين يساريين واثنين من الوسط وحزب عربي هو الحركة الإسلامية الجنوبية.
وحصل هذا الائتلاف الذي ارتكز على التناوب على اليوم على ثقة الكنيست.
وترأس نفتالي بينيت الحكومة الإسرائيلية بينما أوكلت للبيد حقيبة الخارجية.
يائير لبيد من نجم تلفزيوني سابق إلى رئاسة حكومة إسرائيل
وكان بينيت أكد الأسبوع الماضي مع إعلانه عدم إمكانية الائتلاف على الاستمرار أنه ملتزما بالاتفاق.
وبعد حل البرلمان وإلى حين إجراء الانتخابات سيتولى لبيد الذي يشغل منصب وزير الخارجية، رئاسة الوزراء.
قبل أيام من تنصيبه ليكون رئيس الوزراء الرابع عشر في إسرائيل، ركز لبيد على قضية تكاليف المعيشة وهو الملف ذاته الذي ارتكزت عليه بداية عمله السياسي.
ويواجه لبيد مجددا هذا الملف خاصة مع ارتفاع كبير بالأسعار تشهده إسرائيل.
وكانت مدينة تل أبيب الساحلية قد صنفت في كانون الأول/ديسمبر الماضي كأغلى مدينة في العالم.
ويواجه رئيس الوزراء الجديد تحديات جيوسياسية أيضا تتركز حول الملفات الإيرانية وحزب الله اللبناني.
وفيما يتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني تمثل مواقف لبيد يمين الوسط بشكل كبير وذلك على عكس اليميني المتشدد بينيت.
يفضل لبيد إجراء محادثات مباشرة مع الفلسطينيين لحل النزاع لكنه شكك في رغبتهم في صنع سلام حتى أنه ذهب إلى الدفاع عن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.