تاريخ النشر:
05 يوليو 2022 3:12 GMT
تاريخ التحديث: 05 يوليو 2022 3:35 GMT
في مطلع شهر مارس الماضي، وحينما كان واقفاً أمام محكمة جنايات القاهرة في مصر، مترافعاً في إحدى قضايا الرأي العام الكبرى الذي اعتاد المحامي المخضرم فريد الديب الدفاع والترافع فيها، أعلن خلال دفاعه عن رجل الأعمال حسن راتب المدان في قضية تهريب الآثار الكبرى، اعتزاله المهنة بسبب مرضه وتقدمه في السن.
فريد الديب قال حينها إن هذه المرافعة قد تكون الأخيرة له، بعد مسيرة هائلة، تصدر فيها الديب أكبر القضايا التي شغلت وأثارت الرأي العام المصري بل العربي، أبرزها الدفاع عن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك وقبله السادات، وكذلك الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، وذلك بسبب مرض السرطان الذي دفع المحامي الشهير إلى الاعتزال.
لكن استطاعت القضية التي هزت المجتمع المصري، ولا تزال محل جدل منذ وقوعها منذ أكثر من أسبوعين وهي قتل الطالبة نيرة أشرف أمام بوابات جامعة المنصورة في مصر، على يد زميلها محمد عادل ذبحاً، أن تحيي مسيرة 60 عاماً في الترافع والدفاع بالقضايا الضخمة والمثيرة للجدل، وتعيد فريد الديب للواجهة من جديد.
المحامي الشهير أبى أن لا يكون له مكان في هذه القضية الضخمة ورفض أن يظل كثيرًا في صفوف المتفرجين، ليستجيب ليل الاثنين، لدعوات بعض رجال الأعمال المصريين، ويقرر الدفاع عن الطالب المحكوم عليه بالإعدام.
مسيرة فريد الديب الذي ولد في 23 أكتوبر عام 1943، بمنزل جده لأبيه في القلعة بالعاصمة القاهرة، درس بكلية الحقوق، جامعة القاهرة، وتخرج في مايو عام 1963، بتقدير جيد جدا، استمرت لمدة 60 عاماً، وتتواصل داخل المحاكم لكن هذه المرة عبر محكمة جنايات المنصورة للدفاع عن قاتل نيرة أشرف.
واستعراضاً لتلك المسيرة المثيرة للجدل، فقد بدأ “الديب”، معاركه في مهنته مبكراً، عندما أقصى من منصبه بالنيابة العامة في مصر عام 1969 في ما عرف حينها بـ“مذبحة القضاة“ باعتباره أحد الأشخاص الذين سجلوا موقفًا مغايرًا للقضاة، حيث أبدوا رفضهم التام لتدخل السياسة في عملهم، حيث لم يستمر في هذا المنصب سوى 6 سنوات، حيث تم تعيينه في 25 أكتوبر عام 1963.
رد اعتبار المحامي المخضرم، عقب انتصار أكتوبر، بعدما تمت إعادته لمنصبه تحديداً في 1 أغسطس في عام النصر 1973، ليعلن عقب أيام من عودته وتحديداً في 6 سبتمبر من نفس العام، الاستقالة، ويبدأ في سلك طريق المحاماة وهو في سن الـ30 عاماً لعشقة لتلك المهنة التي جعلته من أهم وأشهر المحامين في المنطقة العربية.
وتبدأ مسيرة القضايا المثيرة للجدل، بقبوله الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، في أبريل عام 1996، وبرغم تلقيه رسالةً موقعة من 12 محاميا آخر، أعلنوا فيها أن مرافعته للدفاع عن عزام هي خيانة للوطن، إلا أنه أصر وواصل الدفاع، ليذاع صيته بقوة، وتبدأ رحلة القضايا المثيرة للجدل مع المحامي الشهير.
لم تكن قضية الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام وحدها، التي أغضبت قطاعات كبيرة من المصريين من فريد الديب، بل في أعقاب ثورة 25 يناير في مصر، في الوقت الذي كان يحاول الجميع عدم الاقتراب من أسرة الرئيس الأسبق حسني مبارك عقب تنحيه في 11 فبراير عام 2011، تحدى فريد الديب تلك القطاعات الكبيرة من المصريين، وأعلن ترافعه عن مبارك وأسرته في المحاكمة الضخمة التي عرفت في مصر بمحاكمة القرن، حتى استطاع أن يخرج مبارك وكامل أسرته بأحكام البراءات المتتالية في التهم التي ظل كثيراً من المصريين أنها ستلف حول رقابهم المشانق.
لم يكن مبارك الرئيس الوحيد الذي ترافع عنه فريد الديب، فسبقه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعدما أصبح “الديب” محامي الرئيس حينها في قضية التشهير التي أقامتها أسرة السادات ضد صحيفة العربي الناصري المصرية التي اتهمت الرئيس الراحل حينها بـ“الخيانة“.
سلسلة مرافعات القضايا المثيرة للجدل، لفريد الديب عديدة، فترافع المحامي الشهير من قبل، عن الأديب العالمي نجيب محفوظ، والدكتور سعدالدين إبراهيم، والدكتور أيمن نور، وإبراهيم سعدة، وعدد كبير من الفنانين منهم فيفي عبده ويسرا، وثناء شافع، ونجوى فؤاد.
وكان آخر القضايا التي ترافع فيها فريد الديب، وشغلت الرأي العام، الدفاع عن رجل الأعمال المصري، حسن راتب في القضية الشهيرة التي عرفت إعلاميا بـ“قضية الآثار الكبرى، والتي قضت فيها المحكمة بسجن راتب 5 سنوات فقط.