تاريخ النشر:
07-07-2022 8:58 AM – آخر تحديث:
07-07-2022 12:01 PM
الحاج لا يصوم عرفة، الواجب عليه أن يفطر في يوم عرفة، أما غير الحجاج فيستحب لهم صيامه فهو يوم فضيل، صيامه يكفر السنة التي قبله والتي بعده، وفيه خير عظيم لكن الحجاج لا يصومون؛ لأن النبي ﷺ وقف في عرفة مفطرًا ونهى عن الصوم فيها، أما غير الحاج فلا بأس أن يصوم، لكن إذا كان عليه صوم قضاء يبدأ بالقضاء وإذا صام يوم عرفة عن القضاء وأيام التسع عن القضاء فهو حسن .
فضل يوم عرفة :-
روى ابن عبد البر بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات، وكادت الشمس أن تؤوب، فقال: (يا بلال! أنصت لي الناس) فقام بلال، فقال: أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصت الناس، فقال: (معاشر الناس، أتاني جبريل آنفًا، فاقرأني من ربي السلام، وقال: إن الله غفر لأهل عرفات وأهل المشعر، وضمن عنهم التبعات) فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، هذا لنا خاص، فقال: (هذا لكم، ولمن أتى بعدكم إلى يوم القيامة) فقال عمر رضي الله عنه: كثر خير الله وطاب .)
وعند أحمد في “مسنده” وابن حبان في “صحيحه”، والحاكم في “مستدركه” من حديث أبي هريرة مرفوعاً : (إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ).
وروى ابن خزيمة وابن حبان والبزار وأبو يعلى والبيهقي عن جابر رضي الله عنه، مرفوعاً أيضاً: (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة).
وفي مصنف عبد الرزاق من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، في حديث الرجلين اللَّذين جاءا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسألانه عن أمر دينهم، وكان من جوابه لهما: (وأما وقوفك بعرفة، فإن الله تبارك وتعالى ينـزل إلى سماء الدنيا، فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوا شعثًا غبرًا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، ولم يروني، فكيف لو رأوني، فلو كان عليك مثل رمل عالج، أو مثل أيام الدنيا، أو مثل قطر السماء ذنوبًا، غسلها الله عنك).
وعند ابن عبد البر في “تمهيده” من رواية أنس رضي الله عنه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف قاعداً، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فذكر حديثاً فيه طول، وفيه: (وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا، ثم يباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثاً سُفْعاً، يرجون رحمتي ومغفرتي؛ فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، وكعدد القطر، وكزَبَد البحر، لغفرتُها، أفيضوا عبادي مغفوراً لكم، ولمن شفعتم له).
يتميز يوم عرفة عن باقي الأيام بعدد من الفضائل، منها :
نزل في ذلك اليوم قول الله سبحانه وتعالى: ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ” أي أن رسالة النبي اكتملت في هذا اليوم وبلغنا- صلوات الله وسلامه عليه – ماكلفه به ربه ووصل لنا ديننا العظيم الإسلام .
كذلك فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بيوم عرفة، وهذا إنْ دلَّ على شيء، فإنَّما يدل على أنَّ العظيم لا يُقسم إلّا بعظيم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: ” وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ” – البروج، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود، يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة) رواه الترمذي وحسنه الألباني .
كما أنَّ يوم عرفة هو الوتر، إذ يقول الله تعالى في محكم تنزيله: ” وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر”، وفي هذا
قال جابر بن عبد الله : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : “والفجر وليال عشر ” – قال : هو الصبح ، وعشر النحر، والوتر يوم عرفة ، والشفع : يوم النحر .
وقال : حديث أبي الزبير عن جابر هو الذي صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو أصح إسنادا من حديث عمران بن حصين . فيوم عرفة وتر، لأنه تاسعها، ويوم النحر شفع، لأنه عاشرها .
وفي هذا اليوم العظيم يستجيب الله تعالى دعاء عباده ويطهرهم من ذنوبهم فيعودوا أنقياء كما ولدتهم أمهاتهم، لذلك يغتاظ الشيطان من يوم عرفة، وفي الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لبلال : أنصت الناس ثم قال لهم: ( إن الله تطول عليكم في جمعكم هذا فوهب مسيئكم لمحسنكم وأعطي محسنكم ما سأل، ادفعوا باسم الله ) رواه ابن ماجة وصححه بعض العلماء .
ويوم عرفة هو من مفاخر المسلمين وأعيادهم، فقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب) رواه الترمذي .
المصدر : وكالات