تاريخ النشر:
07 يوليو 2022 10:28 GMT
تاريخ التحديث: 07 يوليو 2022 11:15 GMT
اعتبر الداعية السعودي أحمد الغامدي، المدير السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكة المكرمة، الانتقادات التي طالته بعد تأكيده ”ضعف حديث صيام يوم عرفة“، أنها ”ضريبة ترك الناس في أيدي المؤدلجين“، وفقا لتعبيره.
واعتاد الغامدي في كل سنة التأكيد على ”ضعف الحديث“ ليلاقي هجوما واسعاً من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه في هذه السنة لاقى انتقاداً من الداعية الشهير عادل الكلباني إمام الحرم المكي سابقاً، الذي غرد في تويتر: ”صيام يوم عرفة ثابت في الصحيحين وغيرهما فلا تستمع لقطاع طرق الخير وعليك بالجادة“.
صيام يوم عرفة ثابت في الصحيحين وغيرهما فلا تستمع لقطاع طرق الخير وعليك بالجادة
— عادل بن سالم الكلباني (@abuabdelelah) July 6, 2022
ورداً على انتقاد الكلباني قال الغامدي في تصريح خاص لـ“إرم نيوز“، إن ”الحديث ليس ثابتاً في الصحيحين، ومثل هذا اللمز لا يليق بطالب العلم ولا من الذين يحترمون الطرح الفكري“.
وأشار أن ”مثل هذا اللمز يؤثر سلوكياً على الناس لأنه نوع من التجييش وإقصاء الأفراد، مضيفاً: ”هذا يليق ببسطاء الناس وما ذكره خطأ منهجي بنسبة الحديث للصحيحين وأيضاً من اللمز الذي يجيش الناس نحو آرائهم“.
وبين الغامدي أن ”هذه الأحاديث التي فيها مبالغات في الفضل لها آثار سلوكية سلبية على الناس، حيث أن كثرا منهم يعتمد على الوعد بالمغفرة ويستسهل القيام بالذنوب بسبب حديث فضل صيام يوم عرفة والذي جاء فيه: ”صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده“.
ولفت أن ”مثل هذا الفضل في صيام عرفة لا يتفق أساساً مع فضل صيام خير الشهور وهو شهر رمضان الذي هو فريضة، حيث لم يرد فيه مغفرة الذنوب السابقة واللاحقة“.
وأضاف: ”الحديث فيه جرأة على القيام بالمعاصي نظراً لأن صيام هذا اليوم يتسبب بغفر الذنوب الماضية والمستقبلية، وهذا يرسخ في العقل الجمعي لدى الناس مع الأجيال المتتابعة بنسب هذا الحديث للرسول وهو مالم يثبت عنه بسبب سنده المنقطع“.
وشدد الغامدي أن ”مثل هذه العبادات لم يشرعها الله سبحانه وتعالى وفيها بدعة في الدين“، موضحا أن ”سبب إصراره على إعادة نشر مثل هذه المعلومات في كل سنة، هو بسبب تبيان الحق للناس“.
وقال في مرحلة سابقة ”مرحلة ما يسمى بالصحوة“، جرت العادة على وضع بصمة خاصة لدى الناس من خلال أجندة معروفة، من خلال بعض الأحاديث المتعلقة بصيام ستة أيام من شوال وعاشوراء ويوم عرفة، حيث تم تأطير عقول الناس على مثل هذه العبادات.
وأضاف: ”من الواجب الآن إجراء تصحيح فكري ومنهجي للناس ليتبين لهم الخطأ من الصواب في المسائل الدينية، وتصحيح الأخطاء السلوكية التي تُبنى على هذه الأحاديث، ونفي نسبتها للرسول وهذا واجب على العلماء“.
ورغم حملات التجييش التي يتعرض لها الغامدي باستمرار نظير آرائه وأطروحاته الشرعية، قال: ”أنا صامد وأبتغي ما عند الله سبحانه وتعالى لأن هذا المجتمع أمانة وواجبنا توضيح الحق لهم، وعلينا أن لا نضجر.. هذه ضريبة ترك الناس في أيدي المؤدلجين“.
واختتم بقوله: ”في مرحلة من عمري تضررت من هذه الأدلجة ولكن منّ الله علي وقشع عني هذه الغمة.. وعلينا الصبر في تعليم الناس والرفق بهم لأن طريق الأذى في الدعوة كان طريق الأنبياء“.