تاريخ النشر:
08 يوليو 2022 19:14 GMT
تاريخ التحديث: 08 يوليو 2022 19:15 GMT
مع ارتفاع مؤشر الإصابات بمرض الحمى النزفية، تسود حالة من القلق لدى العراقيين من إصابتهم بهذا الوباء، مع حلول عيد الأضحى، والإقبال على الأضاحي.
ورغم الكساد النسبي الذي يشهده سوق المواشي في العراق، لكن تحذيرات الوزارات المعنية، والجهات المختصة، تصاعدت من خطورة تزايد الإصابات، والتهاون في إجراءات السلامة.
وسجلت السلطات الصحية لغاية الآن 240 إصابة بمرض الحمى النزفية، منها 39 حالة وفاة.
وبحسب وزارة الصحة العراقية، فإن محافظة ذي قار، 350 كيلومترًا جنوبي العراق، تصدرت محافظات البلاد في عدد الإصابات، حيث سجلت 93 إصابة و21 وفاة نتيجة المرض.
وأصدر المجمع الفقهي العراقي (أكبر مرجعية سنية)، الشهر الماضي، فتوى بعدم جواز بيع الأضحية دون فحصها والتأكد من سلامتها من وباء الحمى النزفية.
وقال المجمع في فتوى أصدرها بهذا الشأن إنه ”مع وجود مرض الحمى النزفية الذي يصيب بعض الحيوانات ومنها الأنعام وينتقل للإنسان عبر القراد الحامل للدم الملوث، أو الاتصال المباشر بدم أو أنسجة الحيوانات المصابة في أثناء الذبح أو بعده مباشرة أو الاتصال المباشر بدم المصابين أو إفرازاته، وبعد التشاور توصلت لجنة الفتوى في المجمع إلى ضرورة فحص الأضحية من قبل بيطري مختص للأنعام المحلية والمستوردة من خارج البلاد؛ للتأكد من سلامتها من هذا المرض.
وأضافت الفتوى أنه ”لا تصح الأضحية بالحيوان الذي تثبت إصابته بهذا المرض“.
تحذيرات رسمية
وحذر المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر من ارتفاع الإصابات بمرض الحمى النزفية نتيجة ذبح الأضاحي بشكل عشوائي خلال أيام عيد الأضحى.
وشدد البدر في تصريح تلفزيوني على ”ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية أثناء ذبح الأضاحي، وطهي اللحوم بصورة جيدة“.
وتشير تقديرات – غير رسمية – إلى انخفاض الإقبال على أضاحي عيد الأضحى والقدرة الشرائية بنسبة نحو 60% عن الأعوام الماضية بسبب مخاوف الأوبئة، وارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي التي انعكست على الأعلاف والمستلزمات البيطرية اللازمة.
وتزيد الساحات العامة التي تتحول إلى مجازر في أول أيام عيد الأضحى من قلق المواطنين؛ بسبب ضعف الرقابة الصحية من قبل الجهات المعنية، حيث أكدت وزارة الصحة أن وزارة الزراعة وأمانة بغداد هما من يتحملان مسؤولية وجود تلك العشوائيات.
ويكاد يصعب على الجهات الصحية فحص جميع المواشي، قبل ذبحها أو بعده، وهو ما صعد المطالب بضرورة إطلاق حملات أوسع لمراقبة آلية ذبح الحيوانات، وفرض قيود إضافية.
وشهدت مناطق الجزر العشوائي في العاصمة بغداد، اليوم الجمعة، إقبالاً متواضعاً لشراء الأضاحي.
وتنتشر المجازر العشوائية وقطعان الأغنام والأبقار بين الدور السكنية وفي الأزقة وعلى أرصفة الشوارع العامة وفي قلب المناطق التجارية بالعاصمة بغداد.
ويشكل هذا المشهد خطرا كبيرا لظهور الحمى النزفية التي تنتقل إلى الإنسان من ملامسة وتناول لحوم الحيوانات والمواشي على وجه الخصوص.
مخاوف من ”موجة نزفية“
من جهته، أكد عضو لجنة الزراعة النيابية رفيق هاشم الصالحي أن هناك مخاوف من موجة وبائية نزفية خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وقال الصالحي، في تصريح صحفي، إنه ”يجب الابتعاد عن حظائر الحيوانات التي تعد الوسط الممتاز لتكاثر الحشرات الناقلة لفيروس الحمى النزفية“.
وأشار إلى أن ”الإصابات بمرض الحمى النزفية ترتكز بين مربي الحيوانات وبائعي اللحوم، فالتلامس مع الحيوانات المصابة هو الأساس في انتقال المرض“.
وأعلنت وزارة الزراعة أن ”دائرة البيطرة المختصة بمكافحة الآفات والأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية قامت بعدة إجراءات وقائية، بينها منع ذبح الحيوانات الحية إلا في أماكن خاصة ومرخصة تحدد مسبقا وتكون نظيفة وترش مع الحيوانات بمبيد مضاد للطفيليات (مادة الدلتامثرين) قبل الذبح بمدة 14 يوم على الأقل“.
وأشارت الوزارة في بيان، الأربعاء، إلى أن ”الإجراءات الأخرى التي ستنفذ استعداداً لموسم الأضاحي هو منع حركة الحيوانات داخل أو خارج المحافظة، إلا إذا كانت تحمل شهادة صحية بيطرية تؤكد على رشها بمادة الدلتامثرين والفترة المحددة“.