وكالات -غزة بوست
مريم أبو طه
لقطات فضائية تكرس بداية حقبة جديدة في عالم الفلك
عرضت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، أمس الثلاثاء 12-7-2022، أمام العالم الصور الأربع الأولى التي التقطها تلسكوب (جيمس ويب) الفضائي، عبر بث مباشر لمدة نصف ساعة، ويتعلق الأمر بصور ذات دقة عالية لمجرات وسدم وكوكب خارج المجموعة الشمسية.
جاء هذا بعدما عرضت الوكالة يوم الاثنين أول صورة للكون في حفل أقيم بالبيت الأبيض بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي توضح فيها نجوم قريبة (نقاط لامعة وأسهم سداسية)، وجمع من المجرات على بعد زمني 4.6 مليار سنة، ومجرات بدائية حمراء.
وقال رئيس وكالة الفضاء الأميركية (بيل نيلسون)، إن “كل صورة هي اكتشاف جديد”، معتبرًا أن كل لقطة “ستمنح البشرية رؤية للكون كما لم نشاهده من قبل”.
لقطات فضائية تكرس بداية حقبة جديدة في عالم الفلك
وتُظهر صورة من التلسكوب “سديم كارينا” أحد أكبر السدم وأكثرها سطوعًا في السماء، والذي يبعد 7600 سنة ضوئية.
وتُظهر صورة أخرى تجمع مجرات يعرف باسم “خماسية ستيفان” الذي يتكون من 5 مجرات قريبة من بعضها ومتحركة، اثنتان منها في طور الاندماج، وتبعد 290 مليون سنة ضوئية.
فيما تُظهر صورة أخرى السديم الدائري الجنوبي “سديما كوكبيا” ويتعلق الأمر بسحاب غازي يحيط بنجم في آخر أطوار حياته، والذي يبعد 2000 سنة ضوئية.
وتظهر إحدى الصور تحليلًا طيفيًا للكوكب الغازي والخارجي “WASP-96 b” العملاق، الذي يتكون أساسًا من الغاز، ويقع خارج نظامنا الشمسي، حيث يبعد عنا 1150 سنة ضوئية، ويدور حول نجمه كل 3.4 يوم. ويظهر الطيف وجود بخار الماء في الغلاف الجوي للكوكب.
لقطات فضائية تكرس بداية حقبة جديدة في عالم الفلك
من جانبه علق الرئيس الأميركي جو بايدن، في حفل أقيم بالبيت الأبيض، إنّ هذه الصور العلمية والملوّنة والتي التقطت بالأشعة تحت الحمراء هي الأولى من نوعها وتمثّل إنجازًا تاريخيًا”.
يشار إلى أن تلسكوب (جيمس ويب) قد انطلق بتاريخ 25 ديسمبر 2021، وبلغت تكلفته 10 مليارات دولار، والتلسكوب مزوّد بكمية من الوقود تخوله للعمل مدة 20 عامًا. وقد عمل في هذا المشروع 20 ألف شخص من حول العالم، ما جعل منه ثمرة تعاون دولي هائل.
وتتمثل إحدى المهام الرئيسية له في استكشاف العصور المبكرة للكون، وذلك لأنه في علم الفلك، يوازي الغوص في الفضاء العودة في الزمن، لأن الضوء المرصود قد سافر لمليارات السنين قبل أن يصل إلينا.
وتشكل الكواكب الخارجية (التي تدور حول نجم غير شمسنا) أحد مجالات البحث الرئيسية لجيمس ويب، وقد اكتُشف حوالي 5 آلاف منها منذ عام 1995، لكنها لا تزال غامضة للغاية.
ويكمن الهدف في دراسة الغلاف الجوي الخاص بها لتحديد إذا ما كان من الممكن أن تتحول بعضها إلى عوالم مواتية لتطور الحياة.