دولي – غزة بوست
بقدرة تدمير صاروخية.. عاصفة مغناطيسية تهدد إيرلندا بخسائر فادحة
انقطاع التيار اللاسلكي، تأثر الملاحة عبر نظام الأقمار الاصطناعية GPS، فشل إرسال الإشارات لشبكة القطارات، تشويش على موجات الراديو.. إلخ.
جميع ما سبق تهديدات محدقة تثير قلق المسؤولين في إيرلندا في الوقت الحالي..
ليست ناتجة عن هجوم صاروخي مصدره قوات عسكرية أرضية، بل عن ”عاصفة مغناطيسية شمسية“ قد يصل مداها إلى البلد الأوروبي في يومي 17 و18 يوليو/تموز الجاري.
اتجهت العاصفة، التي عرفها العلماء برقم 3058، من الشمس إلى الأرض بالفعل في 14 يوليو/تموز، بحسب ما أكدت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، وسط توقعات بأن تودي ذروتها إلى أزمة في البلد الأوروبي، بحسب ما أوردت صحيفة ”آيرش ميرور“.
ووصفت خبيرة الطقس الفضائي تاميثا سكوف، العاصفة بأنها أشبه بـ“صاروخ“ انطلق من الشمس، وبلغت قوته المدى X.
والمدى X هو أعلى تصنيف علمي للعواصف الشمسية من حيث القوة، فيما يمثل التصنيف A المدى الأضعف، تليه الفئة B والفئة C والفئة M، ثم الفئة X، التي قد يؤدي مجالها المغناطيسي إلى كوارث بعديد القطاعات، خاصة الطاقة والنقل والمواصلات.
ورغم أن NOAA حددت نسبة خطر العاصفة الشمسية بـ10%، إلا أنها أكدت أن هذه النسبة قد ترتفع قريبًا، وفق ما أورده تقرير الصحيفة الإيرلندية.
وفي السياق، قال أستاذ الفيزياء بجامعة لانكستر البريطانية كاميرون باترسون: ”سمع معظمنا في مرحلة ما هذه الكلمات المخيفة: لقد تأخر قطارك بسبب فشل في إرسال الإشارات (..) نربط عادةً هذا الفشل بالمطر والثلج، لكننا لا نفكر كثيرا في أن الشمس يمكن أن تتسبب فيه أيضا.
فالتيارات الكهربائية الناجمة عن طقس الفضاء يمكن أن تتداخل مع إشارات أنظمة تشغيل الملاحة، لتتحول الإشارات الخضراء مثلا إلى اللون الأحمر عندما لا يكون هناك قطار قريب.
وهنا يشير باترسون إلى أن نظم شبكات السكك الحديدية تتتبع مواقع القطارات عن طريق تقسيم خطوطها إلى أجزاء صغيرة متتالية تعرف باسم الكتل، ويبلغ طولها 0.6-1.2 ميل، وترتبط كل كتلة بإشارة تشير إلى ما إذا كان القطار موجودًا حاليًا في تلك الكتلة أم لا.
وتعمل تلك الإشارات على التحول إلى اللون الأخضر إذا كانت الكتلة أمام القطار فارغة، وباللون الأحمر إذا كانت الكتلة أمام القطار مشغولة، وتعمل جميعها وفق تيارات كهربائية منظمة.
ومن خلال تعرض تلك التيارات للتأثر، يمكن أن تتسبب العواصف الشمسية في تخصيص ضوء أحمر لأجزاء من مسارات القطارات، حتى عندما لا تكون الكتلة أمامها مشغولة.
وكلما زادت قوة العاصفة الشمسية، زاد احتمال تعطل الإشارات في القطارات، ما يؤدي إلى زيادة التأخيرات الناتجة التي يعاني منها المسافرون على شبكة السكك الحديدية.
يشار إلى أن هذه العواصف تطلق توهجات البلازما من الطبقة الخارجية للشمس، وعندما تضرب موجتها الصدمية، التي يطلق عليها اسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CME)، الغلاف الجوي للأرض تخلق عواصف مغناطيسية ذات تأثيرات متفاوتة على الأقمار الصناعية ونظام تحديد المواقع العالمي وشبكات الطاقة في المناطق التي تضربها، وكذلك العمليات الطبيعية، بما في ذلك الهجرة في الحيوانات التي تعتمد على المجال المغناطيسي للتنقل.