القدس المحتلة _غزة بوست
حنين يعقوب النواجي
حالة من الخوف والقلق في إسرائيل … وبايدن لم يحقق الهدف
تسيطر على إسرائيل حالة من التخوف والقلق حيال القمة التي ستعقد في طهران الاسبوع الحالي و سيجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران. وجاء ذلك بعد زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لإسرائيل والسعودية، ولقاء مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.
وجاءت نهاية جولة بايدن بنتائج وتطورات إقليمية أظهرت مبالغة التوقعات الإسرائيلية إزاء “حلف دفاعي إقليمي” ضد إيران وتطبيع علاقات مع السعودية، وإطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
وصرح المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، يوسي يهوشواع، أن زيارة بايدن “انتهت بدون بشائر حقيقية بالنسبة لإسرائيل في الموضوع الإيراني”، وخاصة في أعقاب تصريح وزير الخارجية السعودي بعدم وجود تفاهمات مع إسرائيل بشأن تعاون مع إيران، وإعلان الإمارات أنها لن تكون جزءًا من تحالف إقليمي بين إسرائيل ودول عربية ضد إيران.
وأفاد أن الاختراق الذي أملت إسرائيل بتحقيقه مع السعودية لم يتحقق، وأعلنت السعودية أن التقدم نحو تطبيع علاقات مع إسرائيل سيتم بعد قيام دولة فلسطينية.
وأوضح أن أكثر ما يقلق إسرائيل الآن هو تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك ساليفان، حول بيع إيرن طائرات بدون طيار لروسيا، لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.
وأشار يهوشواع إلى أن “هذه الصفقة تجعل إيران مزودة سلاح لموسكو، ونتيجة لذلك، ستكون موسكو ملتزمة أكثر بالمصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، وبينها تلك المتعلقة بإسرائيل، ولذلك يسود قلق كبير من قمة طهران لدى المسؤولين الأمنيين والسياسيين في إسرائيل، فبإمكان الأيرانيين أن يطلبوا بالمقابل، على سبيل المثال، أن يقيد الروس عمليات سلاح الجو الإسرائيلي في سورية والموجهة ضدهم، وينبغي الاستعداد لذلك ولتفاهمات تعاون أخرى ضد مصالح إسرائيل”.
ومن جهته، شكك المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، بالدعاية الإسرائيلية: “من كثر الوعود والخطابات حول شرق أوسط جديد، كدنا ننسى القديم”.
وأضاف أنه بعد أقل من يوم على مغادرة بايدن لإسرائيل، “اهتمت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بتزويد تذكير من العالم القديم” بإطلاق أربع قذائف صاروخية باتجاه مدينة أشكلون (عسقلان) وجنوب إسرائيل.
حالة من الخوف والقلق في إسرائيل … وبايدن لم يحقق الهدف
وبسبب عدم وجود نتائج بعد لقاء بايدن والرئيس الفلسطيني، في بيت لحم، بشأن حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، لفت هرئيل إلى أن حركتي “حماس والجهاد الإسلامي أكدتا على وجودهما بشكل آخر”.
وأوضح أن الغارات الإسرائيلية، فجر يوم السبت، “رافقها كالمعتاد خطاب إسرائيلي واعد، لكن من الواضح للفلسطينيين أيضا أن الحكومة الحالية، تماما مثلما كان خلال ولاية نفتالي بينيت وسلفه بنيامين نتنياهو، ليست معنية بمواجهة عسكرية في القطاع. ويسعى يائير لبيد أيضا إلى إدارة الصراع، وعدم الوصول إلى حسم مع حماس”.
واعتبر هرئيل الحديث عن صفقة الطائرات المسيرة بين إيران وروسيا، بأنها “تقلب الواقع”، وأن “التعلق بالتزود بالسلاح لم يعد أحادي الجانب، والنشر عن الصفقة يؤكد تقدم الصناعات العسكرية الإيرانية، والعلاقة الآخذة بالتوطد بين طهران وموسكو، وكذلك اليأس الروسي على ما يبدو من استمرار الحرب”.
وأردف هرئيل أن هذه الصفقة “تشير إلى أي مدى كانت الآمال التي جرى التعبير عنها في إسرائيل في السنوات الأخيرة، وكأن جهودنا في سورية بإمكانها دق أسافين بين الروس والإيرانيين وطرد عناصر حرس الثورة الإيرانية وميليشياتهم الشيعية من تلك الدولة، لم تكن راسية في الواقع. وإيران وروسيا موجودتان في الجانب نفسه، وهذه حقيقة ينبغي تذكرها عندما تستأنف المحادثات النووية بين إيران والدول العظمى أيضا”.
حالة من الخوف والقلق في إسرائيل … وبايدن لم يحقق الهدف
وتحدث عن موقف الإمارات والسعودية من حلف إقليمي ضد إيران، قائلًا: “رغم الود المعلن الجديد بين الإمارات وإسرائيل، يظهر بوضوح أن صناع القرار في دبي وأبو ظبي ليسوا متحمسين للدخول إلى خط المواجهة الأول مع إيران”.
واضاف: “ربما بإمكان السعودية أن تسمح بذلك لنفسها، طالما أن السعوديين لا يتحملون عبء القتال فعليا، لكن الإمارات ستستمر بالمناورة بين المنظومتين الخصمين”.
واختتم أنه “أوضحت ذلك قبل ثلاث سنوات تقريبًا، عندما أخرجت قواتها من الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بعد وقت قصير من تجسيد إيران لقدراتها التدميرية في هجوم على منشآت النفط في السعودية”.