تاريخ النشر:
20 يوليو 2022 13:40 GMT
تاريخ التحديث: 20 يوليو 2022 13:55 GMT
على عكس ما يعتقده الكثيرون، لم يتم اختراع الخبز في فرنسا، لقد صنعه رجال ما قبل التاريخ بالفعل منذ أكثر من 30 ألف عام.
كما اخترع قدماء المصريين أكثر من 40 صنفا من الخبز مع التمر والتين والعسل، ليصبح اليوم غذاء أساسيا في العديد من البلدان.
ووفقًا لتقرير نشره موقع ”caminteresse“، فإن الخبز يعد رمزًا للثقافة والتاريخ والأنثروبولوجيا والجوع والثروة والحرب والسلام“.
وأشار التقرير إلى أن ”هذا الطعام الذي يبدو بسيطًا في مظهره لم يجلب معه تاريخًا اندمج مع تاريخ الحضارات فحسب، بل كان أيضًا غذاءً أساسيًا ضروريًا لبقاء الشعوب“.
الخبز الأبيض للنبلاء والأسمر للآخرين
ووفق الموقع، ففي ظل النظام القديم، كان النبلاء الفرنسيون فقط هم من يستطيعون شراء خبز القمح – ما يسمى بالخبز ”الأبيض“، يكتفي عامة الشعب بالخبز ”الأسمر“ المصنوع من خليط من القمح ونخالته.
وأوضح أنه ”بين النبلاء ظل الخبز البائت المقطّع إلى شرائح كبيرة يستهلك مع الوجبة حتى القرن الخامس عشر“.
وتابع: ”في نهاية الوجبة كان يُعطَى للكلاب أو المتسولين. بالمقابل كان الشعب يأكل خبزه كاملا حتى آخر فتاتة“.
الخبز طعام مقدس في الكتاب المقدس
ظهرت كلمة ”lechem“ – ”خبز“ بالعِبرية – أكثر من 350 مرة في الكتاب المقدس، وترتبط به العديد من الأساطير والطقوس،
كان اليهود عند فرارهم من مصر يأخذون معهم خبزًا دون خميرة لضيق الوقت لجعله يختمر.
تخليدًا لهذه الذكرى يأكل اليهود خبزًا غير مختمر، يسمى أزيم في عيد الفصح اليهودي ”بيساح“.
ونجد الخبز دون خميرة في العهد الجديد، إنه خبز القربان الذي يجسد جسد المسيح.
الأتراك أكبر أكلة الخبز
ووفقًا لأرقام (2010) صادرة عن نقابتين مهنيتين فإن ”الفرنسيين ليسوا أكثر من يستهلكون الخبز في أوروبا“.
وأضافت الأرقام أنه ”مع 50 كيلوغرامًا من الخبز سنويًا لكل ساكن (مقابل 326 كيلوغرامًا في عام 1900) فإنهم يحتلون مرتبة متأخرة جدًا عن أبطال القارة القديمة (150 كيلوغرامًا): الأتراك وإكمك ekmek، وهو خبز من العجين المخمر“.
ويأتي بعد ذلك البلغار 97 كيلوغراما والقبارصة 74 كيلوغراما. وتحتل فرنسا المرتبة 16 فقط.
فتات خبز عصور ما قبل التاريخ في الأردن
وقال الموقع إنه ”تم اكتشاف أقدم بقايا الخبز في الأردن، تم العثور على فتات متفحمة من فطيرة مصنوعة من الشعير والشوفان والينكورن (إينكورن) في موقع الشبيكة الأثري“.
وأظهر تحليلها أن ”عمرها يبلغ 14500 عام، وحتى ذلك الحين ادعى العلماء أن الخبز ولد حوالي 8500 قبل الميلاد، في المجتمعات المستقرة والزراعية الأولى“.
ومع ذلك فإن ”خبز شبيقة طُهِي قبل أربعة آلاف عام على يد شعب من الصيادين، وهم النطوفيون“.
في الهند يستمتعون بـ ”الخبز المحمص الفرنسي“
يعد استخدام الخبز البائت عن طريق غمسه في الحليب والبيض والسكر (أو الجبن المالح) وصفةً قديمة جدًا.
نجد آثارًا له في كتاب طبخ روماني يعود تاريخه إلى القرن الأول.
هذا الطبق الذي يسمى في فرنسا بالخبز البائت، تم تعميده في ألمانيا باسم ”الفارس الفقير“، وفي كيبيك بـ“الخبز الذهبي“، وفي الهند بـ“التوست الفرنسي“ (الخبز المحمص).
4500 سنة ومازال مقرمشًا
هل تريد أن تعرف كيف كان طعم الخبز في زمن الفراعنة؟، كانت رائحته حلوة، وفقًا لشيموس بلاكلي.
لقد صنع هذا الرجل، مبتكر ”Xbox“ والشغوف بالعلوم والخبز، خبزا باستخدام خميرة عمرها 4500 عام.
جاء ذلك برفقة عالم مصريات وعالم ميكروبيولوجي، قاما بجمع بقايا خمائر وبكتيريات ظلت كامنة في مسام الأواني الخزفية من الإمبراطورية المصرية القديمة المحفوظة في متحف الفنون الجميلة في بوسطن (الولايات المتحدة).
تم خلط هذه البقايا بزيت الزيتون والحبوب التي كانت تستهلك في ذلك الوقت، مثل الكاموت أو الشعير، ثم عجن العجينة وتخميرها ووضعها في الفرن.
وكانت النتائج: خبز فتاته خفيف وجيد التهوية وحلو طيب المذاق!، وفق المصدر نفسه.
لماذا يجب عدم وضع الرغيف بالمقلوب؟
تعود هذه الخرافة إلى العصور الوسطى. كان من عادات الخباز في أيام الإعدام العلني أن يحجز رغيفًا للجلاد ويقلبه رأسًا على عقب حتى لا يبيعه لزبائن آخرين، منذ ذلك الوقت ارتبطت الأرغفة المقلوبة بالموت، وعلى نطاق أوسع بالشؤم والشقاء وسوء الطالع.