غزة – غزة بوست
خاص – روان صالح
أبو زهير وحكاية 42 عامًا مع صناعة المعجنات
” يا حيّ الله بالشباب يا حيّ الله فيكم ” في البلدة القديمة تحديدًا مقابل الباب الشرقي للمسجد العمري، يستقبل أبو زهير روّاد مطعمه بإبتسامةٍ وحب وبرائحة معجناته الممزوجة برائحة القُدس.
“أبو زهير” هو اسماعيل قاسم “42” عام من سكان البلدة القديمة، حيثُ المعالم الأثرية والأزقّة القديمة ورائحةِ البلاد، بدأ أبو زهير مشروعه {صناعة المعجنات} عام 1980 وأغلق بالانتفاضة الأولى وأعاد ترميمه قبل 14 عام .
يتوجّه أبو زهير برفقةِ والده يوميًا من بعد صلاة الفجر إلى مطعمه البسيط، ويبدأ بصناعةِ العجينة وتقطيعها ورقّها ومن ثمّ تجهيزها وتحضيرها للزبائن.
ويقدّم عدّة أصناف داخل المطعم، منها منقوشة الزعتر والبيض ومعجنات الجبنة واللحمة والنقانق، اضافة إلى الشاي والقهوة التي تأتيك برائحة منعشة بالفنجان المصنوع من الفخّار .
ويقول أبو زهير: “المناقيش والمعجنات والرائحة الأثرية هي التي جذبت الناس وجعتلهم يتوافدون إلى المطعم بكثرة، والمكان أحياهم وجدد لديهم الأمل بالعودة إلى البلاد “.
ورغم تزايد الفرص لأبو زهير للانتقال من المكان لمكانٍ أكبر في منطقة أخرى، كان من الصعب عليه أن يتخلى عنه، لذا قرر أن يفتتح مطعم على بُعد أمتار من نفس المكان، حيثُ أعاد احياء بيت مهجور وأضاف اليه كُل ما هو فلسطيني .
ويؤكّد أبو زهير على أنّ روحه متعلقة بالمكان منذ صغره ومن الصعب عليه تخيّل حياته بدونه، مضيفًا ” طفولتي وشبابي وبداية عملي هنا وان شاء الله أُحمل على الأكتاف من هنا”.
وأصبح مطعم أبو زهير وجهةً للسُياح، حيث يقصده الكثير من الزوّار القادمين للقطاع من كافة الجنسيات، ليتناولو وجبات الافطار بين الحجار الأثريّة وكُل ما هو فلسطيني ومن ثمَّ تبدأ رحلتهم بين أزقة البلدة القديمة.