خاص – غزة بوست
ثلاثة نساء من غزة يُبدعن في انتاج البديل الآمن عن السكر الأبيض
دفع الحصار المفروض على قطاع غزة ثلاث فلسطينيات إلى إنتاج بديل للسكر التقليدي لمرضى السكري والأشخاص الراغبين في عدم استهلاك السكر باستخدام عشبة “ستيفيا” الاستوائية التي يقمن بزراعتها في دفيئة مخصصة داخل أحد المنازل بمدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
وعملت الرياديات الفلسطينيات سعدة المجدلاوي وأصالة أبو شنار وسحر أبو زور طوال عدة أشهر على مراحل إنتاج بديل التحلية بداية من زراعة العشبة داخل الدفيئة الصغيرة من أجل توفير منتج طبيعي بديل، مرورا بعملية التجفيف، والانتقال إلى عملية الاستخلاص التي تتم باستخدام أجهزة قمن بصنعها محليا، ثم الانتقال إلى عملية التعبئة، وصولا إلى البيع في الصيدليات.
ويوفر بديل التحلية المستخلص من النبتة الاستوائية ذات النتيجة التي يوفرها السكر التقليدي، إلا أن معدل السعرات الحرارية له منخفض، ما يجعله لا يساهم في زيادة الوزن، ولا يرفع معدلات السكر في الدم.
وقالت سعدة المجدلاوي لـ”العربي الجديد”، إن بداية رحلتها مع عشبة “ستيفيا” كانت عام 2011، خلال عملها في وزارة الزراعة في غزة، وبقيت الفكرة حاضرة لديها من خلال الإشراف على مشروع تخرج في إحدى الكليات المحلية لزميلتها في المشروع أصالة أبو شنار.
وأوضحت أن المشروع ركز على فئات مستهدفة تمثلت في الأشخاص الراغبين في زيادة فاعلية جهازهم المناعي، ومرضى السكري الذين تقدر أعدادهم بالآلاف في القطاع، ويبحث كثيرون منهم عن بدائل للسكر التقليدي بما يساعدهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
وتبلغ مساحة الدفيئة الزراعية 70 متراً فقط، وهي مقامة داخل أحد المنازل نظراً لارتفاع تكلفة المشروع، وعدم توفر الدعم المالي الكافي لاعتمادهن على أنفسهن في تمويل مشروعهن الذي تجاوزت تكلفته حتى الآن 10 آلاف دولار أميركي.
وأشارت المجدلاوي إلى وجود إقبال متزايد خلال الفترة الأخيرة مقارنة بالفترة الأولى لإطلاق المشروع نظراً لزيادة وعي المجتمع بمخاطر السكر التقليدي، والتوعية الخاصة باستخدام بدائل آمنة لا تسبب أي تأثيرات سلبية على الجسم، وزيادة أعداد الأشخاص الذين يقومون بتنفيذ عمليات حمية لتقليل أوزانهم، وقمنا بإنتاج عبوات صغيرة الحجم من بديل التحلية السائل، ويمكن إضافة قطرات منه بدلا من السكر، وكل قطرتين تعادلان ملعقة واحدة من السكر التقليدي.
وعن الصعوبات التي واجهت عمل الفريق، تبين أصالة أبو شنار أن “العمل لم يكن سهلا في ظل نقص كثير من المواد والمعدات، وصعوبة إدخالها عبر المعابر الحدودية المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي”، وتضيف لـ”العربي الجديد”، أن “إحدى أبرز الصعوبات كانت تكرار انقطاع التيار الكهربائي، ما يؤثر على عمليات الاستخلاص، إلى جانب نقص بعض العبوات، ومحدودية المساحة الزراعية، وعدم توفر بعض المواد الكيميائية”.
وتتم زراعة نبتة “ستيفيا” في الدفيئة بشروط خاصة، إذ تحتاج إلى درجة حرارة لا تقل عن 35 درجة مئوية، وضمن تربة طينية رملية، إلى جانب الحاجة إلى التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة يوميا، وتوفير المياه العذبة لها.
ومن بين الصعوبات التي تواجه عمل الرياديات الفلسطينيات في قطاع غزة تسويق المنتج، إذ يعملن في المنزل، ويقمن بالتسويق بأنفسهن من خلال التعامل مع الصيدليات المنتشرة في القطاع، فضلا عن محاولات الترويج الإلكتروني.
وقالت الريادية سحر أبو زور إن الفريق يطمح خلال الفترة المقبلة في توسيع نطاق العمل بما يساعد على زيادة انتشار بديل التحلية بشكل أكبر، وتعزيز الوعي المجتمعي باستخدام بدائل السكر، إلى جانب توسيع مساحة الدفيئة الزراعية المخصصة لنبتة “ستيفيا.