تاريخ النشر:
28 أغسطس 2022 19:34 GMT
تاريخ التحديث: 28 أغسطس 2022 19:50 GMT
يواجه لبنانيون الضغوط النفسية المسلطة عليهم بسبب تراكم الأزمات، من خلال تنظيم جلسات للفكاهة والتمرد، تُهاجم فيها ”المحرمات“ ويتم فيها تجاوز كل ”الخطوط الحمراء“، حسبما أفاد تقرير إخباري.
وبينما توقف الزمن، في آب/أغسطس 2020، تاريخ الانفجار المزدوج في مرفأ بيروت، يبرز جيل صاعد من فناني ”ستاند آب“ في بيروت.
وأصبح هذا الجيل يدير إليه الرقاب ويجمع حوله اللبنانيين الراغبين في نسيان مشاغل الحياة ومآسيها من خلال الفن والضحك.
وفي هذه المجالس التي تنتظم في العاصمة بيروت، تندمج الكلمات لتفك القيود، وتقاوم النظرة النقدية.
وتتولى الفنانة الشابة، شادن فقيه، بصوتها القوي ولسانها الحاد، ”القفز على الصراعات الداخلية بين السياسيين، والمحافظة الدينية، والسلطة الأبوية، ومحرمات المثلية الجنسية، وغيرها“، كما جاء في التقرير نشرته صحيفة ”لوموند“ الفرنسية.
وقالت الصحيفة إن فقيه ”تخلق لمتابعيها مساحة من الحرية والترويح عن النفس“، مشيرة إلى أنه ”بروح الدعابة اللاذعة والصادمة عن عمد، تجمع هذه الشابة من حولها مزيدًا من المتابعين“.
وأضافت أنها ”تكشف عن أوجه القصور والنفاق في المجتمع اللبناني، ولدى القادة اللبنانيين“.
وأكدت أن ذلك ”يثير اهتمام اللبنانيين الراغبين في الهروب من هذا الواقع المؤلم“، معبرين ”عن هذا الإعجاب بانفجارات الضحك المتصاعدة من المسرح، وموجات التصفيق التي تتخلل كل عرض“.
وشادن فقيه، البالغة من العمر 30 عامًا، هي واحدة من نجمات مشهد ”ستاند آب“، أو المسرح الفردي.
وتقول شادن للصحيفة الفرنسية إنه ”مشهد يهيمن عليه الرجال، هنا كما في أي مكان آخر، أعرف فقط امرأتين تقومان بهذه المهمة في الشرق الأوسط، إحداهما أنا“.
وتضيف: ”لكن الكثير من الشابات بدأن في الظهور على المسرح ويتحدثن عن كل شيء، إنه لأمر مدهش أن نرى ذلك في حين أن غالبية اللبنانيين لا يزالون محافظين للغاية“.
وعندما انطلقت ”فقيه“، في العام 2017، لم تكن الاحتجاجات قد اجتاحت ساحات بيروت بعد، وفق التقرير.
وحينها كان الممثل الكوميدي، نمر أبو نصار، يملأ القاعات التي تضم آلاف الأشخاص، ولكن باللغة الإنجليزية، قبل أن يتم إطلاق مبادرة ”المصدح المفتوح“، حيث يمكن للجميع التعبير عن آرائهم في الأماكن العامة.
وذكرت ”لوموند“: ”اليوم في بيروت لا تمر أمسية دون خشبة مسرح، فقد أصبح الوقوف أمام المصدح ظاهرة حقيقية تغزو تدريجيًا جماهير جديدة، خارج الدائرة المقيدة للشباب التقدمي، والنسوي، والمثليين، وثنائيي الجنس، والمتحولين جنسيًا، ودوائر الملحدين“.
ولفتت إلى أن ذلك ”أصبح منفذًا للبنانيين الذين يرصدون في ذهول غرق بلادهم ونفس القادة يفرضون، منذ نهاية الحرب الأهلية، العام 1990، أغلالهم الطائفية والدينية“.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن ”الانتفاضة الشعبية التي ولدت، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، للمطالبة برحيل هذه الطبقة السياسية، التي اعتبرت فاسدة، هي التي خففت الألسنة، وتجاوزت بعض الخطوط الحمراء“.
وتابعت: ”مع سلسلة الأزمات، من الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، في آب/ أغسطس 2020، إلى الغرق الاقتصادي والمالي الحالي، يبحث الشباب اللبناني عن مساحات يمكنهم فيها السخط والاستهزاء بكل شيء“.
وقال التقرير إن ”شادن فقيه اعتلت المسرح لأول مرة، العام 2017، ولم تكن حينها مستعدة لأي شيء، وتروي كيف أخبرت والديها، وهي في الخامسة عشرة من عمرها، أنها تحب الفتيات على الرغم من أنهم من المجتمع الشيعي المحافظ، إلا أنهم تقدميون“.
وأضاف: ”مثل العديد من الممثلين من جيلها، تدين شادن فقيه بصعودها في مشهد ”ستاند آب“ إلى مجموعة ”كلمات“، التي أنشأها داني أبو جودة، العام 2018، مع اثنين من أصدقائه، في مسعى لترسيخ هذا الفن البديل الذي تم اتقانه في نيويورك في الستينيات من القرن الماضي“.
وأردف: ”أمضى رجل الأعمال البالغ من العمر 35 عامًا سنوات مراهقته في مشاهدة مقاطع الفيديو للكوميديين الأمريكيين ريتشارد بريور، وجورج كارلين، وأراد إنشاء منصة للممثلين اللبنانيين، والترويج لهذا النوع من التعبير الذي ساعده، عندما كان صغيرًا، على الخروج من المحيط المسيحي المحافظ الذي نشأ فيه“.