خاص – غزة بوست
روان صالح
متحف القرارة الثقافي ومئات القطع الأثرية التي تشهد على تاريخ فلسطين
شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تحديداً بمنطقة القرارة، تجد الزوّار متَّجهون إلى منزلٍ قديم مُشار إليه بقطعة رخام صغيرة مكتوب عليها” متحف القرارة الثقافي”، يضم بداخله قطع أثرية وتراثية فلسطينية وأخرى تعود للحضارات القديمة.
محمد أبو لحية “30 عام” ، أشرف على افتتاح هذا المتحف قبل 6 سنوات برفقة زوجته وعدد من الفنانيين التشكيليين، حيثُ جمع وأصدقائه 3500 قطعة أثرية وتراثية على مدار السنوات الماضية.
ويحتوى المتحف على عدَّة أقسام، قسم يحتوي على القطع النحاسية والمعدنية والخشبية والحديدية، وقسم يحتوي على الأدوات الحادة كالخناجر والسيوف وقسم يحتوي على أدوات كانت تستخدم في الحراثة، اضافة إلى مجموعة من أجهزة الراديو والتلفزيون والكاميرات القديمة.
ويضم أيضًا قسم يحتوى على مجموعة من الصناديق الزجاجية يوجد بها عينات مختلفة من الصخور الملوّنة الجذّابة، وقطع نقدية، ترمز لعدد من العصور والحضارات التي تعاقبت على الشعب الفلسطيني .
ويقوم المتحف بعمل فعاليات وأنشطة تعريفية وترفيهية بشكل دوري، تشمل على ألعاب وأنشطة حركية مختلفة وأغاني فلسطينية وجولة للتعرف على القطع الأثرية الموجودة بالمكان .
يقول الفنان التشيكلي، محمد أبو لحية: “من أهم الأشياء التى يجب الحفاظ عليه، والتمسك بها هو التراث، لأنه يوثق الأحقيّة بالأرض” مشيراً إلى أن فكرة المتحف جاءت بعد دراسة لأهميتها ومدى الاحتياج لها و واقعيتها ولتؤكِّد أهمية وضرورة التمسك بالتراث والحفاظ عليه من الاندثار.
وأشار إلى أنَّ جمع القطع الأثرية والقديمة أخذ منهم وقت وجهد كبير، وأن الجمع تمّ بزيارة بيوت قديمة وكبار السن لجلب المعدّات الذين ما زالوا يحتفظون بها ومن خلال التوجّه إلى الأماكن الأثريّة لجمع الحجارة القطع النقدية والمعدنية والنحاسية.
ويؤكّد أبو لحية أنّ كل ما تمَّ جمعه من قطع مقيّد في سجلات رسمية والجهات الحكومية على معرفة بها، وأنّه يطمح إلى أن يكون المتحف بمثابة مكان أثري يجمع السيّاح و الزوّار من كل أنحاء القطاع.
ويلفت خلال حديثه إلى أنّ وجود تلك الأثريات، يدل على حضارات مختلفة، مرّت على الشّعب الفلسطيني بفترات حكم متعددة، من العصور: الكنعانية، والرومانية، والبيزنطية، والإسلامية.
ويعتبر المتحف بمثابة مزار، يذهب إليه الزوّار من جنوب القطاع ، ويستقبل الرحلات المدرسية من كل مكان، حيثُ خصصت زواية لاستقبالهم وتعريفهم على المكان والقطع الأثرية الموجودة، مع متخصصين لالقاء المحاضرات التاريخية التي تعرفهم بالتراث الفلسطيني.