تاريخ النشر:
09 سبتمبر 2022 0:16 GMT
تاريخ التحديث: 09 سبتمبر 2022 1:00 GMT
تصاعد الغضب في ليبيا، يوم الخميس، بعد اختطاف طفل سوداني لاجئ يُدعى ”آدم“ من قبل جماعة مسلحة نشرت له فيديو وهو يخضع للتعذيب ما يسلط الضوء مجددا على وضع هؤلاء اللاجئين في ليبيا.
وبحسب مقطع الفيديو الذي انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الميليشيا اشترطت على عائلة الطفل ”آدم“ البالغ من العمر 15 عاما دفع فدية من أجل إطلاق سراحه.
وفي المقطع ظهر ”آدم“ وهو مجرد بشكل تام من ملابسه يتعرض لضرب شديد في غرفة مظلمة بواسطة أنبوب بلاستيكي على كافة أنحاء جسده.
وبحسب المقطع، قال الشخص الذي يضرب آدم: ”وين الفلوس.. جيب 5 آلاف تطلع“.
وعلق رئيس قسم التوثيق والتقصي وجمع المعلومات في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا محمد الحرابي، على الحادثة بالقول، إن ”اللجنة تلقت بلاغا بشأن الطفل آدم الذي تمت مصادرة حريته باعتباره ينتمي للمهاجرين غير النظاميين في مركز بمنطقة عين زارة، وهي مراكز لا تليق بمكان يأوي البشر، وتنتفي فيها أبسط ظروف الإنسانية“.
وقال الحرابي في تصريحات خاصة لـ“إرم نيوز“، إنه ”بعد أن تم اعتقالهم بضغوط من بعض المنظمات المحلية، وذلك بسبب وجود أطفال ضمن المحتجزين ضغطنا من أجل إطلاق سراحهم، وتوجهت أسرة آدم إلى منطقة ورشفانة التي تم فيها اختطاف الطفل آدم وتصويره بواسطة الهاتف لنقل رسالة مرئية مصورة لتصل إلى أسرته التي طالبها المسلحون بمبلغ 5000 دولار لإطلاق سراحه“.
وأضاف أنه ”منذ أيام وقعت حادثة مماثلة بعد سكب الماء الساخن على طفل بنغلاديشي من قبل مجموعة مسلحة، وللأسف جل من يقودها من البنغلاديش وتم التواصل مع عائلته لطلب فدية قيمتها 50 ألف دينار ليبي“.
وشدد الحرابي على أنه ”يوميا تصلنا العشرات من هذه البلاغات لاختطاف اللاجئين وابتزاز ذويهم وهذا لا يقتصر على اللاجئين، بل حتى الليبيين“.
وحول الأسباب التي أدت لتفاقم ظاهرة خطف اللاجئين قال الحرابي، إن ”شعور الجناة أنهم في مأمن من العقاب ونيل الجزاء، بسبب ما اقترفوه يشجعهم على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم، ودول الجوار الأفريقي، خاصة الدول الواقعة جنوب ليبيا، لا تبذل أي مجهود لمنع مواطنيها من دخول ليبيا بدون إجراءات“.
وزاد بالقول: ”إضافة إلى ذلك فإن جهاز مكافحة الهجرة في ليبيا يفتقر للإمكانيات، ولا يستطيع الاعتناء بالآلاف من المهاجرين الذي يتوافدون على البلاد“.
وختم الناشط الحقوقي بالقول إن ”ما تم توثيقه يندى له الجبين ولا يمكن حصر الانتهاكات الجسيمة في حق هؤلاء البشر، لا يمكن لأي تقرير“.
من جانبه، قال رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية، جمال الفلاح، إنه ”في المنطقة الغربية اللاجئون لا توجد لديهم أي حماية، أمرهم متروك للجماعات المسلحة غرب طرابلس“.
وبين الفلاح في تصريحات أدلى بها لـ“إرم نيوز“، أن ”بعض الدول تعتقد أن بعض الكتائب يمكن أن تكون حامية وضامنة لسلامة المهاجرين فتم دعم هذه الكتائب وقادة هذه الكتائب متورطون في تهريب البشر وفي الهجرة غير الشرعية“، بحسب قوله.
وأضاف: ”يتم حجزهم في غرف لا يوجد فيها أي شروط صحية وهذا الموضوع لن يكون الأخير ما لم يكن لبعض الدول موقف حازم تجاه قيادات بعض الجماعات المسلحة المدعومة منها“.
وحول طرق الاتجار بالبشر قال الفلاح إن ”القيادات تأخذ من اللاجئين والمهاجرين 5000 دولار، ويتم ذلك عبر وسيط، حيث يتم إيصالهم للقارب ثم يقلع الأخير قبل أن يلحق حرس السواحل بهم ويتم إعادتهم إلى ليبيا“.
من جانبها، اعتبرت الكاتبة الليبية والمحللة السياسية، فاطمة الغندور، أن ”الناس تعاني في ليبيا بسبب انتشار السلاح وممارسات المسلحين وما حصل مع آدم ليس سوى نموذج“.
وأكدت الغندور في تصريحات خاصة لـ“إرم نيوز“، أن ”الليبيين ضد هذه التصرفات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه وليبيا يجري تمديد وضعيتها تحت البند السابع في بند حماية المدنيين، وقد ترك (العقيد معمر) القذافي السلاح في كل يد، فأين دور وآليات مؤسسات الأمم المتحدة الكفيلة بوضع حد لهذه الممارسات“.