خاص – غزة بوست
روان صالح
العدوان الإسرائيلي.. نكسة على نفسية الأطفال الغزيين
شنَّت قوات الإحتلال الإسرائيلي خلال ال ١٥ سنة الماضية العديد من الهجمات على قطاع غزة، آخرها في شعبان/ أغسطس الماضي، التي أوقعت العديد من الشهداء والجرحى وأدّت إلى دمار وتغيير في ملامح “توضيح الملامح” القطاع، وأثّرت على الحالة النفسية للمواطنين والأطفال خاصةً.
ووفقًا لما نشره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في العام الماضي، أرقامًا تشير إلى أنَّ ٩١٪ من أطفال قطاع غزة أصيبوا بصدمات نفسية بعد العدوان الإسرائيلي في مايو/أيار ٢٠٢١، وذكر التقرير أنَّ ٩ من بين كل ١٠ أطفال في قطاع غزة يعانون من أحد أشكال الصدمة المتَّصلة بالعدوان، بعد أكثر من شهر على انتهائه.
وتقول والدة الطفل أحمد العجرمي، ١٣ عام من مخيم جباليا، شمال قطاع غزة: ” لاحظت بعد العدوان الأخير على القطاع تغيرات على سلوكيات ابني، فمجرد سماعه لأي صوت مرتفع يضع يديه على رأسه ويلجأ للاختباء تحت السرير، ويُعاني من التبول اللاإرادي والقلق أثناء النوم”.
وتتابع: “ذهبت بابني إلى طبيب المسالك البولية ظنًا منّي أنّه يعاني من مشكلة صحيّة أو ما شابه، ولكن اكتشفت من طبيب المسالك أنَّ ابني يعاني من اضطرابات نفسية وبحاجة إلى رعاية من طبيب نفسي مختص”.
بدوره قال الدكتور النفسي، خالد دحلان، في حديث خاص”لدنيا الوطن” : “عادةً ما تكون استجابة الأطفال مختلفة للصدمة النفسية، فمنهم من يظهر عليه أعراض مباشرة بعد الصدمة، ومنهم من لا تظهر الأعراض عليه مباشرة، وقد تظهر بعد أيام أو أسابيع”.
وبيَّن أنَّ الأعراض النفسية المرتبطة ب “اضطراب ما بعد الصدمة” التي تظهر على الأطفال، تتمثَّل بالاكتئاب والقلق والاضطرابات السلوكية والتبول اللاإرادي والتراجع في التحصيل الدراسي وقلة التركيز وعصبية المزاج وغيرها.
ويضيف دحلان : “أنَّه بالنسبة لأولياء الأمور الكثير منهم يرى أنَّ الاضطرابات النفسية لدى الأطفال هي سلوكيات لا تُشكّل مشكلة ولا تتطلب علاج سلوكي أو دوائي وتتعامل معه كأمر غير مهم لا يحتاج المعالجة”.
ويؤكِّد، أنَّ استمرار هذه الحالة وعدم الإهتمام من أولياء الأمور، قد يؤدي إلى تفاقمها ووصول الطفل لمرحلة نوبات هلع وسلوك عدواني لا يمكن السيطرة عليه ويكون علاجه يحتاج لوقت وجهد أكبر.
ويختتم الطبيب النفسي حديثه قائلًا: ” إنَّ إستمرار الحصار والعدوان على القطاع يجعل التعافي من الصدمة التي تعرض لها الأطفال صعب جدًا، وفكرة عدم وجود مكان آمن تفاقم المعاناة النفسية وتزيد من المشكلة، وهذا ما يسمى ب “كرب ما بعد الصدمة”، وهي انتكاسة صحية نفسية، يستعيد بها الطفل الأحداث كأنهّا فيلم موثّق، لذلك يجب على أولياء الأمور المتابعة مع أطفالهم لدى الطبيب النفسي بشكل مستمر ودائم”.