خاص – غزة بوست
روان صالح
فرح العجل تُعيد الحياة للأسلاك الباهتة
بأسلاكٍ معدنية قديمة وبزراديّة “كماشة” وببعض الخرز والأحجار الكريمة والخردة، تصنع الشابة فرح رمضان العجل، ٢٢ عام من سكان غرب مدينة غزة، الاكسسوارات والحُليّ وتُعيد الحياة للأسلاك الباهتة.
وتعمل فرح في غُرفتها الصغيرة المليئة باللوحات والرسومات والفن، على صناعة الاكسسوارات بين أسلاك اللدات “مصدر اضاءة يعمل على البطارية” والزاديات والأدوات الخشنة، فتجدها تمسك الزراديّة بيد ولفّة الأسلاك بيدٍ أُخرى وتعمل على صناعة أشكال مُختلفة وغريبة ومُبهرة.
وبدأت فرح بصناعة الاكسسورات قبل ثلاثة أعوام ، عندما وجدت أسلاك اللدات أمامها وقررت أن تُصلّح فيهم اكسسواراتها القديمة وأن تُعيد الحياة لهُم من جديد ومن بعدها قررت أن تُجرب صناعة اكسسوارات خاصة لها برونقٍ مُختلف.
وترجع فرح بالذاكرة للبدايات وتخبرنا عن بداية قصتها بابتسامة: “دائمًا كنت أحبّ الفن والتغيير والإضافة وإعادة التدوير، وعندما بدأت بصُنع الاكسسوارات، بدأتُ بشغف وحُب وكنت أبذل الكثير من الجهود حتى أخرُج بعملٍ مميّز، كنت أخُرج طاقتي السلبية في صناعتها وأستمتُع بها”.
وتُضيف، أنّه في بداية الأمر كانت تصنع الاكسسورات لها ولأفراد عائلتها ومن ثمَّ أصبحت تهديه لأصدقائها في المناسبات وأعياد الميلاد، ومن ثمَّ تلقيت التشجيع من الجميع على الاستمرار وبدأوا أصدقائها بالالحاح عليها لفتح مشروعها الخاص وبيع الاكسسورات على منصّة الانستقرام”.
وتُكمل: ” لم أكُن أتخيّل أن يأتي يومًا يقودني فيه حُبّي للفن ولتحويل كل شيء للوحة فنيّة وحُبّي لاعادة تدوير الأشياء القديمة إلى ما أنا عليه الآن، فأنا الآن لديّ مشروع ريادي “Joy pieces” أكسبُ من وراءه دخل جيّد وأعتمد عليه بمصاريفي الجامعية والشخصية”.
و واجهت فرح العديد من الصعوبات في عملها، فالأسلاك غير متوفرة بجودة عالية وإن وُجِدَت يكون سعرها مرتفع، وتعاني من صعوبة في تصدير عملها للخارج رغم كثرة الطلبات التي تأتيها من الضفة والقدس والداخل المُحتل.
وشاركت فرح في معارض كثيرة خلال السنوات السابقة والآن أصبحت تعرض أعمالها في محلّات تجارية بأنحاء القطاع، وبدأت تُشارك في المبادرات وتُدرّب الشباب واليافعين على بعض المهارات وتُعلّمهم صناعة الاكسسوارات.
وأشارت إلى أنَّ البداية في أي مشروع تحتاج إلى شغف وصبر وقوّة، مضيفةً أنَّ ما وصلته الآن وصلته بمواجهة العديد من الأزمات والأوقات الصعبة وكانت دائمًا ما تقف في نصف الطريق وتُكمل مرّةً أُخرى بكُل قوّة.
وتقول فرح: ” أن تكون ريادي يعني الكثير من التخطيط والتفكير في تصميم مُنتجات جيّدة وتصنيعها وتصويرها وتسويقها، وتوفير مشتريات ومواد خاصة لها، وتوفيرها في نقاط بيع والتواصل مع الزبائن وشركة التوصيل ومُتابعة الأمور المالية، واللقاءات التلفزيونية والتسجيل في حاضنات الأعمال ومتابعة التدريبات والتعليم والبحث والتطوير”.