غزة بوست – جنين :
في ظلّ انتشار تقديرات بأن زيارة رئيس السلطة محمود عباس، ومحاولة السلطة تصدّر المشهد في جنين، إنّما تمثّلان محاولة لمقايضة المساعدات بوجود فصائل المقاومة وخلاياها، ردّ جمال الزبيدي، وهو والد الشهيد القائد في “كتائب شهداء الأقصى”، نعيم الزبيدي، وعمّ الشهيدين داوود وطه عبر حسابه في «فايسبوك» على تلك الطروحات بالقول: «إذا كان ثمن إعمار ما دُمّر في المخيم، وتزويده بالمواد التموينية، وتفريغ البعض في الأجهزة الأمنية، هو ملاحقة المقاومين وزجّهم في السجون، ومصادرة أسلحتهم، بدناش المخيم يتعمّر، ولا بدنا مواد تموينية، بدنا المخيم خرابة”.
في المقابل، انقلب أكرم الرجوب، وهو محافظ جنين الذي يتصدّر المشهد الإعلامي والميداني في الوقت الحالي، من نسق التصريحات الثورية التي كان يصدرها في أوقات استبسال المقاومين، إلى التهديد، في تصريحات متفرّقة، باعتقال كلّ مَن تعدّى على مقرّات الأجهزة الأمنية خلال الاقتحام الإسرائيلي. كذلك، سخر، أمس، من التسميات التي تتبنّاها «كتائب شهداء الأقصى» (وتحديداً «وحدات الرد السريع»)، قائلاً في تصريح صحافي إنه «لا يوجد في الضفة قوات ردّ سريع، تلك موجودة في السودان فقط».
وتقرأ “كتيبة جنين” وفقا لصحية الاخبار اللبنانية، في ذلك التصعيد الخطابي والميداني، محاولة لدفع المقاومين إلى التصادم مع الأجهزة الأمنية، وتوفير الذرائع لتنفيذ حملات كبيرة تطاولهم وسلاحهم، بدعوى أنه تحوّل إلى سلاح «فلتان أمني».
إلّا أنه بحسب مصدر في «كتيبة جنين» تحدّث إلى «الأخبار»، فإن «المقاومين لن يقعوا في هذه المصيدة، على رغم أن الذي صمد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، واستطاع صدّه بكلّ اقتدار، قادر بكلّ تأكيد على ردع جنود الأجهزة الأمنية، المستعدّين للتخلّي عن شرفهم الوطني (…) غير أن هذا الخيار ليس في وارد الاستخدام، السلطة تدرك حضورنا وقوتنا.
لكن، هل يتكرّر سيناريو البلدة القديمة في نابلس و«عرين الأسود» في مخيم جنين؟ يجيب مصدر مقرّب من الكتيبة، “الأخبار”، بأن «الواقع في المخيم مغاير تماماً للبلدة القديمة في نابلس؛ إذ بُنيت حالة عرين الأسود على أكتاف الكادر الفتحاوي حصراً، من أبناء تنظيم فتح والأجهزة الأمنية، ولذا، توفّرت الأرضية لاختراقهم والتأثير على قراراتهم.
أمّا في جنين، فإن المكوّن الأساسي في حالة كتيبة جنين، هو لسرايا القدس، كما أن الكتلة الأكبر من حركة فتح في المخيم، تقف على النقيض من سلوكيات الأجهزة الأمنية، والخطّ السياسي للرئيس محمود عباس.
ومن هنا، فإن محاولات الاختراق والتأثير والإغراء بالتفريغ في الأجهزة الأمنية وتسوية الأوضاع الأمنية مع الاحتلال، اصطدمت بالجدار سلفاً (…)». ويضيف المصدر أن «أمام الأجهزة الأمنية خيار الاستفزاز، وصناعة الذرائع للتدخّل في المخيم، لكن أزمتهم ليست مع بضع مئات من الشبّان الذين يحملون السلاح فقط، إنّما مع الشارع، الحاضنة التي لن تقبل بتمرير أيّ مخطّط على حساب البناء المقاوم الذي بُني بدماء الشهداء وتضحيات عائلاتهم».