غزة بوست – مقالات
بقلم/ عدلي صادق
في 11 نوفمبر 1942 حسمت بريطانيا الحرب على مسرح العمليات في شمالي إفريقيا، ومن ثم في أوروبا، عندما ألحقت هزيمة مريرة بالقوات الألمانية في العلمين، بقيادة إرفين رومل. يومها، تبددت آمال الشعب العربي في انتصار أعداء العدوة بريطانيا. وكان مذبح الرجاء في العَلَمين، قد شطب التفاؤل الذي جعل الملك فاروق، كاره الإنجليز، يعيّن أحد المتحمسين لألمانيا (عبد الخالق حسونة) محافظاً للإسكندرية، لكي يُحسن استقبال القوات الألمانية في حال انتصارها. بعدئذٍ، يؤخذ حسونة في خريف سنة 1952 ليشغل منصب أمين عام جامعة الدول العربية، كخيار لحكم ثورة يوليو.
كان أحد أهم أسباب كَسرة المانيا، بعد السبب الأهم وهو البعد الشاسع لمسافات الإمداد وخطورتها؛ أن البريطانيين استطاعوا فك شيفرا اتصالات الألمان اللاسلكية، التي ظلت دون تغيير طوال 6 سنوات، فأصبح البريطانيون بقيادة رونالد مونتغمري، على علم بكل التحركات الألمانية قبل حدوثها وهو ما ساعد على اكتشاف خطة رومل قبل بدء المعركة!
ليس أسوأ ولا أدعى الى الخيبة، من أن تكون شيفرا أي طرف مفكوكة، على النحو الذي يكشف عجيزتها، ويجعل نواياها معلومة، كما هي شيفرا سلطة عباس وحماس.
الفارق بين الواقعتين، أن طرفاً إمبريالياً، هزم طرفاً ثانياً أراد أن يدحض غريمه، لكي يؤسس إمبريالية بديلة؛ أما المجتمعون الفلسطينيون في العلَمين، من السلطتين، فهم منذورون لهزيمة أنفسهم. وليس لهم من عزاء أو رجاء، سوى الترديد للمرة الألف، عبارة مفادها التأكيد على ” ضرورة توحيد الجهود الوطنية لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية“!