غزة بوست – رياضة :
ولد الطفل فابينو في أكثر مدن البرازيل ضجيجا وولد معه شغفه بكرة القدم، وفي عاصمة إسبانيا خاب أمله، قاوم فنضج في الإمارة الفرنسية، لامس نجوم السماء محققا أحلامه على ضفاف نهر ميرسي في ليفربول، وفي جدة يبدأ فصلا جديدا في مسيرة ممتدة منذ ما يزيد عن 10 أعوام.
وأعلن اتحاد جدة بطل دوري “روشن” السعودي للمحترفين التعاقد مع البرازيلي فابينيو يوم الاثنين في عقد يمتد لعام 2026 ليصبح بذلك رابع التعاقدات الأجنبية في الصيف الجاري بعد كريم بنزيمة وجوتا ونغولو كانتي.
الطفولة والخطوات الأولى في مسيرته
ولد فابينو هنريكي تافاريز في مدينة ساو باولو، وهي المدينة الأكثر ازدحاما في قارة أميركا الجنوبية من حيث السكان إذ يقطنها أكثر من 12 مليون نسمة.
والدة فابينيو كانت عاملة نظافة بينما قضى والده معظم فترات حياته وهو يعمل في مصنع، ليوفر قوت أولاده الثلاثة الذين كان فابينيو أصغرهم وأكثرهم خجلا.
ظهرت علامات شغفه بكرة القدم مبكرًا، فانضم إلى فريق مدرسته بعمر السابعة، ثم لعب كرة الصالات حتى قرر أن ينقل موهبته إلى مستوى محترف، فالتقطته أعين كشافي نادي فلومينيزي.
كيف أصبح “فابينيو”؟
لقب “فابينيو” ارتبط باللاعب خلال فترته مع فلومينيزي، والفضل يعود إلى مدربه آنذاك مارسيلو فيغا.
وقال فابينيو عن تغيير لقبه: في فريق فلومينيزي تحت 20 عامأ، كان هناك 2 فابيو، أنا وفابيو براغا، ذات يوم قال لنا المدرب في كل مرة أقول فابيو، أنتما الاثنان تنظران لي، لذا منذ الآن سأطلق عليك اسم فابينيو.
وتابع: منذ تلك اللحظة أصبحت فابينيو، وحينما رأيت الاسم مطبوعا على القميص، أعجبني وقررت أن أكمل مسيرتي به.
الانتقال إلى أوروبا
بعد شهر واحد من اللعب مع الفريق الأول لفلومينيزي، تلقى اللاعب عرضا من أوروبا وقرر الانتقال إلى ريو آفي البرتغالي.
تقول والدته عن هذا القرار: أخيرا وبعد عناء، حلّت بركة الرب على خطوات ابني في مسيرته، ووضع نادٍ أوروبي في طريقه، ابني يمتلك الموهبة وعمل بجد من أجل تلك اللحظة، الآن ها هو يحصد ما زرعه.
وتابعت: حينما سمعته يخبر والده بالعرض الأوروبي ونظرت إليه، وجدت دموعا في عينيه، لقد كان في قمة سعادته.
خطوة كبرى فشلت بسبب مورينيو
بعدما وصل فابينيو إلى البرتغال، التقى بوكيل اللاعبين الأشهر جورجي مينديز الذي نصحه بالتنازل عن التواجد في الفريق الأول لريو آفي والخروج معارًا إلى الفريق الرديف لريال مدريد، واستغل تواجد موكله الآخر جوزيه مورينيو على دكة نادي العاصمة الإسبانية، ليقنع فابينيو بأن هذا هو الخيار الأمثل لمسيرته حاليا.
قال فابينيو لـ”فور فور تو” عن تلك الفترة: أعتقد أنني بقيت مع ريو آفي لأسبوعين أو ثلاثة، في أحد الأيام كنت في حفلة شواء مع صديقين، اتصل بي مينديز وقال لي الفريق الرديف لريال مدريد بحاجة إلى ظهير أيمن، هل أنت مهتم بتلك الفرصة؟
وتابع: بعدها بساعات وجدت صديقي لوسيو (شقيق ديكو لاعب برشلونة الأسبق) عند المنزل وأخبرني أن أحزم حقائبي بسرعة لأن مينديز في الطريق، عندما وصل سألتهما: هل حدث خطب ما؟ لم يرد أحد، ثم قال مينديز: سنسافر إلى مدريد وسنوقع لهم.
وأضاف: قمت بالاتصال بأمي وأخبرتها فبكت، لم يتوقع أحد أن تتم خطوة ضخمة مثل هذه بتلك السرعة.
“وصلنا إلى الفندق في مدريد، كنت نائمًا وطرق أحدهم الباب، حينما فتحت وجدت مينديز يتحدث مع جوزيه مورينيو، لم أصدق عيني، كنت أرتدي “البيجامة”، غير مستعد تماما لمقابلة مورينيو ولم أكن أعلم ماذا أقول، أراد أن يرحب بي، كنت خجولا جدا ولم أتوقع أن أقابله في مثل هذه الظروف”.
عاد فابينيو إلى ريو آفي في 2013، بعدما شارك لـ 14 دقيقة فقط مع الفريق الأول لـ “الميرينغي”، نجح خلالها في صناعة هدف للأرجنتيني دي ماريا خلال فوز ريال مدريد الكبير على مالاغا 6-2.
مورينيو الذي كان على وشك الإقالة لم يكن يملك رفاهية إعطاء أحد الناشئين فرصة كبيرة في تشكيلته، وفور عودة فابينيو إلى البرتغال، خرج معارًا إلى موناكو الفرنسي.
مثلت محطة الإمارة الفرنسية الانطلاقة الحقيقية لفابينيو، إذ لعب بالقميص الأحمر والأبيض 233 مباراة بين عامي 2013 و2018، سجل خلالها 31 هدفًا، وشارك للمرة الأولى مع منتخب بلاده عام 2015.
اعترف فابينيو بأن المدرب صاحب الفضل الأكبر عليه كان البرتغالي ليوناردو جارديم مدرب الهلال الأسبق، ففي أول موسم لجارديم مع موناكو، والثاني لفابينيو في فرنسا، ظهرت فكرة تغيير مركز اللاعب.
يقول فابينيو لـ “فور فور تو”: كان المدرب الأهم لمسيرتي، في موسمي الأول معه 2014-2015، كنت ألعب بشكل أساسي كظهير لكنه بدأ في منحي بعض الدقائق في وسط الملعب وتغيير مركزي، وقال: أتذكر في موسم الإعداد سألني إن كنت قد لعبت في هذا المركز من قبل وأجبته بالإيجاب، وحينما اختبرني بوسط الملعب، كنت اللاعب الأفضل في الفريق.
وواصل: قبل بداية موسم 2016- 2017 اتصل بي جارديم وقال لي اسمع لقد تعاقدت مع سيدي بي ليلعب في مركزك، من الآن فصاعدا أنت لاعب وسط دفاعي، لأكون صريحا أصبت بالإحباط واعتقدت أنه تغيير سلبي لأن الجميع يعرف بأنني ظهير حتى في المنتخب الوطني، لم أكن سعيدا لكنني قبلت التحدي. كانت لحظة فارقة في مسيرتي، جارديم ساعدني كثيرا وفي هذا الموسم فزنا بالدوري ووصلنا لنصف نهائي دوري الأبطال، وانتهى بي الأمر وأنا أوقع لليفربول كلاعب وسط.
“الوكيل” فيرمينو.. و ليفربول
أطلقت جماهير ليفربول لقب وكيل اللاعبين على روبرتو فيرمينو بسبب دوره في انتقال فابينيو من موناكو إلى “الريدز”.
يحكي فيرمينو: تحدث فابيو معي حول المفاوضات في المنتخب، وكان نقاشا إيجابيا جدًا، وعلى الفور تحدثت مع مسؤولي النادي وقلت لهم إن اللاعب يريدنا، وتمت الصفقة.
وساعد فيرمينو مواطنه في التأقلم على الأجواء في مدينة ليفربول، وشراء منزل ليسكن به، ومعرفة كيف تسير الأمور في ناديه الجديد.
وفي سوق الانتقالات ذاته، زادت شهرة فيرمينو كمفاوض ذكي بعدما أقنع ابن بلاده أليسون أيضًا بالانضمام للفريق.
فاز فابينيو بكل شيء ممكن مع ليفربول، وأنهى صياما محليا لمدة 30 عامًا بعد التتويج بالدوري الإنجليزي موسم 2019-2020، وفي العام الذي سبقه رفع ذات الأذنين كأس دوري أبطال أوروبا بعد الانتصار على توتنهام في نهائي مدريد.
