تضمنت معظم تحديثات شركة (OpenAI) لروبوت ChatGPT منذ إطلاقه تحسينات في ما يمكن أن يفعله الروبوت الذي يستند في عمله إلى الذكاء الاصطناعي، مثل: نوعية الأسئلة التي يمكنه الإجابة عنها، والمعلومات التي يمكنه الوصول إليها، والنماذج المُحسّنة. ولكن في التحديث الأخير؛ طورت الشركة الطريقة التي تتفاعل بها مع ChatGPT نفسه.
إذ كشفت شركة OpenAI خلال الأسبوع الماضي عن تحديث جديد لروبوت ChatGPT سيسمح لك بإجراء المطالبات ليس فقط عن طريق كتابة الجمل النصية في حقل الدردشة، ولكن يمكنك أيضًا إجراء محادثات صوتية مع الروبوت، والتفاعل معه باستخدام الصور.
ستطرح الشركة المزايا الجديدة للمشتركين في الإصدار المدفوع من ChatGPT – سواء إصدار (بلس) Plus، أو (Enterprise) الخاص بالعملاء من الشركات وأصحاب الأعمال – خلال الأيام القادمة، وستصل إلى الجميع بعد فترة وجيزة، وذلك وفقًا لما قالته الشركة في بيان الإعلان.
إليك تفاصيل المزايا الجديدة في روبوت ChatGPT، وكيف تستفيد منها؟
أولًا؛ مزية المحادثات الصوتية:
تُعد مزية المحادثات الصوتية مألوفة جدًا – بفضل انتشار المساعدات الصوتية مثل: سيري من آبل، ومساعد جوجل الصوتي، و(أليكسا) Alexa من أمازون – فكل ما عليك فعله هو النقر على زر الميكرفون، والتحدث بسؤالك، وسيحول ChatGPT صوتك إلى نص ويغذي به النموذج اللغوي الكبير الذي يعمل به، ويحصل على إجابة، ويحول ذلك مرة أخرى إلى كلام، وينطق الإجابة بصوت عالٍ.
يجب أن يبدو الأمر وكأنك تتحدث إلى المساعد الصوتي في هاتفك – كما تأمل شركة OpenAI – وستكون الإجابات أفضل بفضل التقنيات الجديدة التي تستخدمها الشركة.
وفقًا لشركة (OpenAI) يمكنك الآن استخدام صوتك للمشاركة في محادثة متبادلة مع ChatGPT، إذ يمكنك التحدث معه أثناء التنقل بسهولة، كما يمكنك استخدام هذه المزية لسرد قصص ما قبل النوم، وحل المجادلات على مائدة العشاء، وقراءة النصوص بصوت عالٍ.
وستكون مزية المحادثات الصوتية مع روبوت ChatGPT متاحة فقط لمستخدمي نظامي التشغيل أندرويد و iOS، ولكن مزية الصور ستكون متاحة في جميع الأنظمة.
ثانيًا؛ مزية استخدام الصور في المطالبات:
تمنحك مزية تضمين صور في المطالبات للاستفسار عنها؛ المزيد من الطرق لاستخدام ChatGPT في حياتك، إذ يمكنك التقاط صورة لمَعْلَم سياحي أثناء السفر، وإجراء محادثة مباشرة مع الروبوت حول ما هو مثير للاهتمام فيه، أو التقاط صورة لنبتة تبحث عن اسمها.
وعندما تكون في المنزل، يمكنك التقاط صور للمكونات المتاحة في الثلاجة للحصول على مساعدة في تحديد وجبة الغذاء أو العشاء التي يمكنك إعدادها من هذه المكونات، كما يمكنك طرح أسئلة متابعة للحصول على كيفية إعداد الوصفة خطوة بخطوة، وغير ذلك الكثير.
وللتركيز على جزء معين من الصورة، يمكنك أيضًا استخدام أداة الرسم الموجودة في تطبيق الصور في جهازك للرسم على الصور وتوضيح ما تستفسر عنه بالضبط.
الجدير بالذكر أن هذه المزية تشبه بالضبط ما تقدمه جوجل في روبوت Bard، إذ أتاحت من فترة إمكانية تضمين صور في المطالبات للاستفسار عنها أو كتابة تعليقات نصية عما تحتويه، باللغة الإنجليزية فقط، وفي نهاية الشهر الماضي أصبحت هذه المزية تدعم العديد من اللغات من بينها اللغة العربية.
ثالثًا؛ المنافسة مع روبوت Bard من جوجل:
تجدر الإشارة إلى أن المزايا الجديدة التي ستطرحها شركة (OpenAI) لمستخدمي الإصدار المدفوع من ChatGPT خلال الأيام القادمة قد جاءت وسط تقارير حديثة تشير إلى تراجع أعداد مستخدمي الروبوت خلال الأشهر الأخيرة.
وقد يعود ذلك إلى المنافسة القوية بين روبوتات الدردشة التفاعلية التي تستند في عملها إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي التي أصبحت منتشرة خلال الأشهر الماضية.
بالإضافة إلى تفوق روبوت جوجل Bard على ChatGPT، على الرغم من إطلاقه بعده بفترة، إذ دعمت جوجل روبوتها بسرعة بالعديد من المزايا مثل: طرحه في معظم أنحاء العالم بأكثر من 40 لغة – منها: اللغة العربية بلهجات متعددة – كما يدعم مزية الاستماع إلى الردود بصوت عالٍ، وإمكانية البحث في الويب عن الصور، أو تضمين الصور في المطالبات للاستفسار عنها، وغيرها الكثير من المزايا.
بالإضافة إلى ذلك؛ أطلقت شركة جوجل في نهاية شهر سبتمبر الماضي مجموعة من المزايا الجديدة في روبوتها، من بينها مزية إدماج (بارد) في تطبيقاتها وخدماتها المختلفة، لكي يقدم أفضل ردود وأنسبها، ومزية (البحث في جوجل) المحسنة التي تسمح للمستخدمين بالتحقق من دقة ردود الروبوت بسهولة.
لذلك؛ لا يزال روبوت جوجل Bard متفوقًا على ChatGPT في العديد من المزايا التي تجعله يقود المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، على الرغم من إطلاقه بعد ChatGPT بفترة.
