غزة بوست
خاص : صابرين البوجي
تغسل الملابس بأجر قليل ..طفلة غزية نازحة تكافح لإعالة أسرتها
في ظل الأوجاع التي خلّفتها الحرب في شهرها الثامن ، تبرز قصص الأطفال الذين يواجهون تحديات مريرة في سعيهم للبقاء والعيش بكرامة. من بين هؤلاء الأطفال، مها السرسك (15 عامًا)، نازحة من حي الشجاعية في غزة إلى مدينة دير البلح وسط القطاع في مستشفي شهداء الأقصى، وتعمل السرسك في غسل ملابس الصحفيين يدوياً الذين يواصلون عملهم في مستشفى شهداء الأقصى، وذلك للمساهمة في إعالة الأسرة المكونة من تسعة أفراد، وهم والدتها وشقيقاتها الخمس (وبينهن اثنتان مريضتان)، وشقيقين صغيرين، بعد أن طالهم فايروس الفقر والجوع بسبب النزوح والحرب المستمرة . تقول مها لـ«لغزة بوست»، إن عائلتها تعيش ظروفًا اقتصادية صعبة، حيث لا يوجد معيل للأسرة ولا يوجد أي دخل آخر، مما يضطرها للعمل منذ ساعات الصباح الباكر حتى غروب الشمس، لتحصل على مال لايزيد عن بعض الشواقل لتوفر به جزء من احتياجات الأسرة .
حيث يتعرض قطاع غزة لحرب إسرائيلية مدمرة منذ نحو 8 أشهر، و يعاني ما يقارب 2 مليون نازح من إجمالي عدد 2.3 مليون فلسطيني، والذين يشكلون سكان قطاع غزة، نقصاً كبيراً في المياه، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، نتيجة قطع إسرائيل لإمدادات المياه والوقود والكهرباء منذ بداية الحرب.
“أنا الأكبر سناً بين إخوتي، لذا أُضطر إلى العمل من أجل توفير دخل للعائلة”، قالتها مها السرسك مشيرة إلى معاناتها في بداية نزوحها وعائلتها نحو مدينة دير البلح، حيث كانت تقف لساعات طويلة في طوابير لشراء الخبز من المخابز، ثم تبيعه لأولئك الذين لا يرغبون في الوقوف في تلك الطوابير، وتحصل على أجر لذلك، غير أن هذا العمل الشاق كان يستغرق وقتًا طويلاً ولم يكن يلبي احتياجات العائلة، لذا اضطرت إلى البحث عن عمل آخر. ولا تعلم مها وغيرها من الأطفال المماثلين لها، شيئًا عن حظر القانون الفلسطيني عمالة الأطفال دون السن القانوني 18 عامًا، ولا أي من حقوق الأطفال التي اشتملت عليها القوانين والمواثيق الدولية، لكن ما يلفت انتباه مها وأمثالها هو المشاركة والمبادرة لتحمل المسؤولية وتأمين لقمة العيش لأسرهم.