“اليوم الأول في كراود سترايك أجريت تحديثا بسيطا وأخذت استراحة بعد الظهر”، هذا ما كتبه شخص يدعى فنسنت فليبوستير في تدوينة عبر منصة إكس وأرفق صورته وخلفه شعار شركة كراود سترايك المعنية ببرمجيات الأمن السيبراني التابعة لشركة مايكروسوفت.
وهنا بدأت الأنظار تتجه إلى فليبوستير على أنه الموظف الذي تسبب في الفوضى التي اجتاحت العالم قبل يومين.
First day at Crowdstrike, pushed a little update and taking the afternoon off ✌️ pic.twitter.com/bOs4qAKwu0
— Vincent Flibustier 👽 (@vinceflibustier) July 19, 2024
التدوينة حصدت أكثر من 45 مليون مشاهدة و40 ألف إعادة نشر، وبدأت تنتشر كالنار في الهشيم بين جمهور منصات التواصل.
وكان توقيت التدوينة بعد ساعات قليلة من انتشار خبر انقطاع خدمات مايكروسوفت عن عدة بنوك وشركات وتوقف رحلات جوية ومراكز تجارية ووسائل إعلام حول العالم بسبب التحديث الذي أجرته شركة كراود سترايك.
ليعود فليبوستير بعد ساعتين وينشر تدوينة أخرى يقول فيها إنه طرد من عمله معلقا “مطرود، هذا غير عادل تماما”.
Fired. Totally unfair.
— Vincent Flibustier 👽 (@vinceflibustier) July 19, 2024
وشارك أيضا مقطع فيديو اعترف فيه بخطئه، وقال إنه ينتظر خطاب إقالته.
“لقد كان أول يوم لي في العمل كمشرف جديد للنظام، وكنت متحمسا للغاية. لنفترض أنني قمت بالفعل بإجراء تحديث صغير على سطر من التعليمات البرمجية، وقمت بتحسين التحديث قليلا وربما لا ينبغي لي ذلك. لقد طُردت من العمل لذا تم استدعائي”، هذا ما يوضحه في الفيديو.
Here’s a short video to explain what happened..
I’m waiting for my letter of dismissal. #Crowdstrike pic.twitter.com/bl4vPxX1E8
— Vincent Flibustier 👽 (@vinceflibustier) July 19, 2024
حتى إن فليبوستير ناشد رئيس منصة إكس والملياردير إيلون ماسك للحصول على وظيفة. فكتب: “مرحبا @elonmusk، هل لديك وظيفة لي؟”.
Hello @elonmusk do you have a job for me ? Please RT so M. Elon Musk can see it.
— Vincent Flibustier 👽 (@vinceflibustier) July 19, 2024
قصة مكتملة الأركان لشخص كان السبب للفوضى التي حصلت، لدرجة أن قنوات ومواقع بعدة لغات تعاملت مع القصة على أنها حقيقة، ولكن في الحقيقة المنشور كان مزحة من فليبوستير، لأنه لم يكن موظفا سابقا في كراود سترايك ولم يعمل بها قط، ولكنه يعمل متخصصا في الكشف ومحاربة الأخبار الكاذبة على منصات التواصل.
هذا هو الشخص الذي تسبب اليوم بكارثة عالمية بالأنظمة التقنية وورط العالم. استدعته شركة #Crowdstrike المسؤولة عن العطل الشامل الذي أصاب العالم اليوم وفصلته. اسمه Vincent Flibuster.https://t.co/SEifBMCMcF pic.twitter.com/Vg1XmsB9jo
— بلو 🇸🇦 #وظايف (@xattiah404) July 19, 2024
A lot of différent langages seen today indeed 😅 https://t.co/yEtjrfUoWe pic.twitter.com/VaGShzILC0
— Vincent Flibustier 👽 (@vinceflibustier) July 19, 2024
وعندما شاهد التفاعل الكبير مع التدوينة والصورة التي نشرها قرر إكمال مزحته ليوضح للناس أن الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة بدون التحقق منها، خاصة مع وجود الذكاء الاصطناعي الذي استخدمه في الصورة التي نشرها من أمام شعار الشركة.
🔥 How I broke the internet today and what lessons can we learn from it? #Crowdstrike 🧐
Several things that make it a good fake that worked: 👇
1. No culprit named yet, I bring it on a platter, people like to have a culprit.
2- The culprit seems completely stupid, he is proud… pic.twitter.com/JFJ2MEYNMQ— Vincent Flibustier 👽 (@vinceflibustier) July 19, 2024
حتى إنه لم يتعامل مع الصورة بشكل محترف لأن فيها عدة ملاحظات، ولو تم التدقيق فيها لعرف الناس أنها ليست حقيقة وتم التلاعب بها مثل يده الصغيرة الظاهرة في الصورة، والخط المرتفع عند رأسه.
وشرح أحد المتخصصين في محاربة الأخبار الكاذبة على منصات التواصل الأسباب التي أدت إلى انتشار القصة المزيفة التي اختلقها فليبوستير.
وقال وليد لحام في سلسلة تدوينات إن السبب الأول هو البحث عن المذنب: عند نشر الصورة المزيفة الأولى لم يكن قد تم تسمية المذنب بعد، وطبيعة البشر راغبة دائما بوجود شخص مذنب كما هي الرغبة بوجود بطل بأي قصة.
1. البحث عن المذنب: عند نشر الصورة المزيفة الأولى لم يكن قد تم تسمية المذنب بعد، وطبيعة البشر راغبة دائما بوجود شخص مذنب كما هي الرغبة بوجود بطل بأي قصة pic.twitter.com/KIgQmY18U3
— Waleed Laham (@waleedlaham) July 20, 2024
والسبب الثاني هو غباء المذنب المفترض وفخره بهذا الغباء، حيث أضاف ذلك للقصة سببا مهما لتداول القصة، فمظهره الأبله وفخره بالخراب الذي حققه في أول يوم عمل له وأخذه لإجازة لباقي اليوم حقق ميزة المتعة للقصة.
والسبب الثالث -وهو الأهم- توقيت النشر، فالقصة انتشرت في وقت يبحث فيه المتابعون بشدة عن أي خيط أو سبب لما حدث، حتى ظهر “فنسنت” من العدم وقدم لهم معلومة لم يروها في مكان آخر فبات هو مركز الخبر في ظل فقر شديد للمعلومات الحقيقية لمعرفة خلفية ما حدث. وكذلك اللغة التي تعمد فنسنت استخدامها؛ فقد نشر الخبر باللغة الإنجليزية، وهذا سهل على كل المتابعين من كل العالم فهمها وتداولها على أوسع نطاق.
3. توقيت النشر: انتشرت القصة في وقت يبحث فيه المتابعون بشدة عن أي خيط أو سبب لما حدث، حتى ظهر “فنسنت” من العدم وقدم لهم معلومة لم يقرأوها في مكان آخر فبات هو مركز الخبر في ظل فقر شديدة للمعلومات الحقيقية لمعرفة خلفية ما حدث
— Waleed Laham (@waleedlaham) July 20, 2024
والسبب الأخير الذي أوضحه وليد هو التداول، فالذي ساهم في رفع القصة إلى قمة محركات البحث هو مشاركة عدد كبير من الجمهور الذي فهم النكتة كنكتة، لكن البعض لم يفهم ذلك فأعاد نشرها على أنها حقيقة حتى باتت كذلك للملايين من المتابعين.