غزة بوست
متطرفون يقتحمون محكمة إسرائيلية ولبيد يتحدث عن “انقلاب” في سدي تيمان
وجّه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، بعد اقتحام وزراء ونواب سجنا تضامنا مع جنود مشتبه بهم في انتهاك جنسي لأسير فلسطيني من غزة، في حين اقتحم متطرفون محكمة عسكرية في “بيت ليد” احتجاجا على محاكمة الجنود.
وكتب لبيد على منصة إكس “هذه ليست أعمال شغب بل محاولة انقلاب من مليشيا مسلحة ضد رئيس وزراء ضعيف غير قادر على السيطرة على حكومته”.
وأشار إلى نتنياهو قائلا “من يدخل المجرمين إلى حكومته لا ينبغي أن يفاجأ عندما يفقد السيطرة عليهم”.
وفي وقت سابق الاثنين، تظاهر إسرائيليون بينهم وزراء ونواب بالكنيست، تضامنا مع جنود متهمين بتعذيب أسير فلسطيني من غزة في سجن وقاعدة سدي تيمان العسكرية جنوب إسرائيل.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية النقاب عن أن 10 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة، لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى وعليه إصابات خطيرة حتى في فتحة الشرج، ما استدعى فتح الشرطة العسكرية تحقيقا.
وقال لبيد على منصة إكس “اقتحام سدي تيمان إجرام حقير وخطير لأعضاء الكنيست الذين يضعفون الجيش الإسرائيلي ويفككونه، ويضعفون ويفككون دولة إسرائيل، ويقضون على أسس قوتنا من الداخل”.
وفي إشارة إلى الوزراء والنواب اليمينيين، أضاف لبيد “السياسيون الذين تخلوا عن المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة)، وتركوا الأمن ودمروا المجتمع الإسرائيلي يدمرون الآن التسلسل القيادي ويقدسون الإجرام والجريمة”.
بدوره، دعا رئيس حزب العمل الإسرائيلي اليساري يائير غولان إلى سجن أعضاء الكنيست (البرلمان) الذين شاركوا باقتحام قاعدة سدي تيمان العسكرية في النقب جنوبا، متّهمًا نتنياهو “بتشكيل مليشيات مسلحة داخل الجيش”.
وأضاف غولان أن إسرائيل “في خطر وجودي إذا لم يخرج هؤلاء من السلطة ومن حياتنا”.
وكان وزراء ونواب ونشطاء من اليمين الإسرائيلي اقتحموا قاعدة وسجن “سدي تيمان” بعد وصول الشرطة العسكرية إلى السجن للتحقيق مع الجنود، لكن الجنود رفضوا التحقيق وتبادلوا الشتائم مع الشرطة قبل أن تأمر بتوقيفهم.
وقد كشفت هآرتس معطيات للجيش تُظهر أنه يُجري تحقيقات جنائية مع جنود في 48 حالة موت لفلسطينيين معظمهم أسرى اعتُقلوا من غزة وتوفي 36 منهم في معسكر سدي تيمان.
وفي السياق ذاته، اقتحم يمينيون إسرائيليون متطرفون محكمة عسكرية في بيت ليد احتجاجا على محاكمة جنود نكلوا بأسرى في غزة.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين وقعت بعد اقتحام مبنى المحكمة العسكرية في بيت ليد.
غانتس يحتج
وصدرت بيانات عن وزراء ونواب تهاجم الشرطة العسكرية قبل اقتحام وزراء ونواب ونشطاء القاعدة للاحتجاج على التحقيق مع الجنود.
ولم يدن زعيم حزب “معسكر الدولة” المعارض بيني غانتس التنكيل بالأسير غير أنه احتج على اقتحام القاعدة.
وقال على منصة إكس “ما نراه أمام أعيننا الآن ليس محاولة من جانب السياسيين لحماية جنود الجيش الإسرائيلي، بل محاولة لخلق خدعة سياسية رخيصة على حساب جنودنا الأعزاء. يا رئيس الوزراء، أوقف الحدث”.
بدوره، قال مكتب نتنياهو في بيان “يدعو رئيس الوزراء إلى تهدئة فورية في سدي تيمان، ويدين بشدة اقتحام قاعدة للجيش الإسرائيلي”.
حماس تندد
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الانتهاكات الوحشية التي تجري في قاعدة سدي تيمان “تؤكد طبيعة الكيان الاحتلالي المارق عن القيم الإنسانية”.
كما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إنه يجب محاسبة الجنود الإسرائيليين في حال ثبت تورطهم في الاعتداء الجنسي على الأسير الفلسطيني.
وقال دوجاريك إن موظفي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة يحققون في مناطق مختلفة بإسرائيل، حول طريقة معاملة الأسرى في السجون، وأضاف أنهم سيعلنون لاحقا نتائج تلك التحقيقات.
وتنظر المحكمة العليا الإسرائيلية في التماس قدمته منظمات حقوقية إسرائيلية لإغلاق سجن سدي تيمان بعد تقارير عن انتهاكات واسعة ضد المعتقلين الفلسطينيين فيه.
وفي الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون من قطاع غزة في سجن سدي تيمان، وعادة تدعي السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الأمر دون نتائج ملموسة.
ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول حربا على غزة خلّفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.