كشفت مصادر فلسطينية أن مصر وجّهت دعوات إلى الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات التي من المتوقع انطلاقها في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، في إطار مساعٍ حثيثة للتوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، قبل أو تزامناً مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة للمنطقة.
وأكد مصدر في حركة حماس لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الحركة تلقت الدعوة رسمياً، إلى جانب فصائل أخرى ستُبلغ تباعاً، موضحاً أن المفاوضات المرتقبة ستبحث مقترح “حل وسط” قد يُفضي إلى وقف إطلاق نار. وأشار إلى أن الجولة قد تنطلق في نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل.
وتقود مصر وقطر، بالتعاون مع الولايات المتحدة، جهود وساطة نشطة لاحتواء التصعيد في غزة. وقد نجحت هذه الوساطات في فترات سابقة بتحقيق تهدئة مؤقتة وإجراء صفقات تبادل أسرى.
ووفق مصادر مطلعة، يسعى الوسطاء إلى بلورة اتفاق يشمل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين مقابل هدنة تمتد لعدة أشهر، على أن تتبعها ضمانات أميركية للتوصل إلى اتفاق نهائي ينهي الحرب. وتشمل المقترحات المطروحة ملفات شائكة، من بينها مستقبل الحكم في غزة وسلاح الفصائل، وعلى رأسها سلاح حماس، وهي قضايا لا تزال قيد النقاش بين الأطراف الفلسطينية والوسطاء.
في المقابل، لا يبدو أن التصورات الحالية تلبي الشروط الكاملة لأي من الطرفين. فإسرائيل تطالب باتفاق مرحلي قصير الأمد، لا يتضمن أي التزام بإنهاء الحرب مستقبلاً، ويشترط خروج حركة حماس من القطاع وتسليم سلاحها. بينما ترفض حماس ذلك، وتُصرّ على اتفاق شامل يضمن وقفاً دائماً للحرب، دون التخلي عن سلاحها أو موقعها في غزة.
مقالات ذات صلة
وتسعى الوساطة إلى تقريب وجهات النظر من خلال صيغة مرنة تستجيب جزئياً لمطالب الطرفين، في محاولة لاحتواء المخطط الإسرائيلي الذي تسربت تفاصيله مؤخراً، والذي يقوم على حملة عسكرية موسعة قد تشمل إعادة احتلال غزة وتهجير سكانها.
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع تصريحات أميركية تؤكد وجود رغبة حقيقية بالتوصل إلى اتفاق قريب، إذ صرّح المبعوث الأميركي الخاص للمنطقة، ستيف ويتكوف، مساء الاثنين، بأنه يأمل في تحقيق “تقدّم ملموس” في جهود وقف إطلاق النار، قبل أو خلال زيارة الرئيس ترامب للمنطقة، التي تشمل السعودية، وقطر، والإمارات منتصف الشهر الجاري.
التعليق على هذا الموضوع