أفاد تقرير إسرائيلي بأن نحو 3 آلاف من القنابل التي أسقطها جيش الاحتلال على قطاع غزة خلال حرب الإبادة المتواصلة، لم تنفجر، مشيراً إلى نسبة هذه القنابل وصلت في بعض الفترات إلى 20 بالمئة من إجمالي الذخائر المستخدمة.
ولأكثر من مرة حذرت مؤسسات محلية ودولية من مخاطر الذخائر غير المنفجرة في مناطق مختلفة من القطاع، والناجمة عن القصف الإسرائيلي على مدار أشهر الإبادة.
وقال موقع “ذا ماركر” الملحق الاقتصادي لصحيفة “هآرتس”، إن تحقيقات أجراها جيش الاحتلال كشفت أن العديد من الانفجارات الضخمة التي استهدفت آلياته بغزة بما في ذلك تفجير دبابة في يناير/ كانون الثاني الماضي مصدرها قذائف لسلاح الجو لم تنفجر وأعادت كتائب القسام تدويرها.
وبحلول نهاية عام 2024، بلغ عدد الغارات الجوية التي شنها جيش الاحتلال على قطاع غزة أكثر من 40 ألف غارة، وفق ذات المصدر.
وحتى بداية عام 2025، كان سلاح الجو الإسرائيلي على علم بما لا يقل عن نحو 3 آلاف قذيفة لم تنفجر، وفق “ذا ماركر”، مبينا أن ثمن كل قذيفة تزن طنا يستخدمها جيش الاحتلال في قصف غزة يصل ما بين 20 إلى 30 ألف دولار.
إعادة تدوير القذائف
ويقول الموقع الإسرائيلي: “يمكن وصف هذه القنابل غير المنفجرة بأنها قناة قامت من خلالها إسرائيل، دون رغبتها، بنقل آلاف الأطنان من المواد المتفجرة إلى حماس، بقيمة عشرات ملايين الدولارات، خلال العام ونصف العام الماضيين”.
وأضاف: “بالنظر إلى النقص الحاد في الوسائل القتالية الذي تعاني منه حماس، فإن هذه المواد الخام تتيح لها تصنيع آلاف العبوات الناسفة”.
وأوضح أن ذلك يحدث “في أيام أصبح فيها استخدام هذه العبوات الناسفة عاملاً مركزيًا في الصراع مع حماس، وهو ما يحصد أرواح جنود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة”.
ولفت إلى أنه “من المتوقع أن يكون الثمن أثقل في ظل الخطة التي أقرّها المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) لتوسيع العمليات العسكرية في القطاع”. ونقل عن مصدر أمني أن السبب وراء عدم انفجار القنابل يرجع إلى خلل تقني.
وأدت عشرات آلاف الغارات على القطاع إلى تناقص مخزون الصواعق (وهي الآليات التي تُفعل المادة المتفجرة) لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقال الموقع: “من يبحث عن تجسيد لهذا الوضع، سيجده في الارتفاع الذي تجاوز 2000 بالمئة في سهم شركة أريت الإسرائيلية المصنعة للصواعق، منذ بداية الحرب”.
استخدام غير معقد
وبسبب المخزون المتناقص، بدأ جيش الاحتلال في استخدام الصواعق القديمة التي جمعها من مصادر مختلفة أو استلمها من الأمريكيين، ويعود بعضها لعشرات السنين. ووفق “ذا ماركر” كانت النتيجة أنه بينما كان معدل القنابل غير المنفجرة 2 بالمئة من إجمالي القنابل التي أُلقيت، ارتفع هذا المعدل إلى 20 بالمئة في بعض القنابل التي استخدمها سلاح الجو الإسرائيلي في القطاع.
ولفت الموقع إلى أن استخدام كتائب القسام للقنابل غير المنفجرة ليس معقدا، موضحا أنه “في بعض الحالات، يقومون بقطع القنبلة واستخراج المادة المتفجرة منها ثم ينقلونها إلى حاوية معدنية كبيرة ليتم استخدامها كعبوة ناسفة”.
وتابع: “في حالات أخرى، يأخذون القنبلة كما هي ويقومون بتوصيلها بسلك معدني محفز”. ورداً على طلب التعليق من الموقع، زعم متحدث باسم جيش الاحتلال أن “بين عشرات الآلاف من الذخائر التي تم إطلاقها في قطاع غزة، نسبة صغيرة فقط لم تنفجر بالكامل على الهدف المخطط له”.
وتابع: “كجزء من الأساليب والجهود المتخذة، يقوم الجيش بالعمل على رصد القنابل غير المنفجرة وضربها من أجل تدميرها قدر الإمكان”.
وخلافا لزعم الجيش، لا تزال مخلفاته الحربية والقذائف غير المنفجرة المتناثرة بقطاع غزة، تشكل خطرا داهما على حياة الفلسطينيين، وتهدد بحصاد مزيد من الأرواح وإحداث إعاقات دائمة، وسط غياب أي معدات أو إمكانات للتعامل معها.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 171 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
التعليق على هذا الموضوع