في وقتٍ أعلنت فيه حركة “حماس” استعدادها “للانخراط فوراً في جولة من المفاوضات غير المباشرة للتوصل إلى اتفاق حول النقاط العالقة”، تصرّ كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على اعتبار هذا الموقف مراوغة أو رفضاً فعلياً للخطة الجديدة المطروحة.
ورغم هذا التفسير المتشدد، فإن واشنطن لا تبدو مستعدة للتراجع، بل على العكس، تتحرك نحو تبني موقف أكثر صرامة تجاه القيادة السياسية لحماس، خاصة المقيمة في الدوحة وإسطنبول، في محاولة لزيادة الضغط ودفعها إلى تقديم تنازلات ملموسة. وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الهدف الأمريكي هو توصيل رسالة واضحة لحماس: الاستمرار في الرفض سيؤدي إلى فقدان شرعيتها، ليس فقط على الساحة الدولية، بل في العالم العربي أيضاً.
وساطة متعثرة وتعديلات مقترحة
في هذا السياق، ذكرت قناة “كان” العبرية أن الوسطاء الإقليميين والدوليين يواصلون ممارسة ضغوط مكثفة على الحركة، لحثها على تخفيف أو التراجع عن تحفظاتها على المقترح الأميركي الذي طرحه المبعوث ديفيد ويتكوف. وتشير مصادر مطلعة على المفاوضات إلى أن التقدم قد يكون ممكناً عبر إدخال تعديلات طفيفة على بعض الصياغات، خاصة فيما يتعلق بمفهوم “إنهاء الحرب” أو ما يُعرف بـ”وقف إطلاق النار الدائم”. وقد تسهم هذه التعديلات، إذا تمت صياغتها بشكل دقيق، في تسهيل موافقة حماس والمضي قدماً في التفاهمات.
مع ذلك، لا توجد مؤشرات قوية حتى اللحظة على حدوث اختراق حقيقي، بل إن هناك تشكيكاً داخل أوساط التفاوض في جدية إعلان حماس استعدادها للمفاوضات.
التعليق على هذا الموضوع