كشفت مصادر إسرائيلية وأمريكية تفاصيل مثيرة عن الجهود المكثفة التي بذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالمشاركة في توجيه ضربة عسكرية للمواقع النووية الإيرانية.
ووفقًا لتقارير نُشرت في صحيفتي جيروزاليم بوست وواشنطن بوست، فقد استغرقت محاولات الإقناع نحو أسبوع كامل من الاتصالات والمباحثات رفيعة المستوى، تخللتها اتصالات هاتفية يومية تقريبًا بين نتنياهو وترامب منذ بدء إسرائيل استهداف منشآت إيرانية قبل أسبوع ونصف.
وأكد مسؤول إسرائيلي للصحيفة أن “نقطة التحول” جاءت قبل أربعة أيام من تنفيذ الضربة، حين أبلغ ترامب نتنياهو خلال مكالمة هاتفية: “لقد قررت شن ضربة عسكرية”.
العملية: من فوردو إلى أصفهان
في البداية، كانت نية ترامب تقتصر على استهداف منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو. لكن بحسب مسؤولين تحدثوا لواشنطن بوست، نجح نتنياهو وديرمر في دفع ترامب لتوسيع العملية لتشمل أيضًا منشأة أصفهان بهدف “إنهاء المهمة”.
وبالفعل، نفّذت الولايات المتحدة ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية، بما في ذلك موقع محصن في سفح جبل بأصفهان، قالت المصادر إنه كان يحتوي على يورانيوم مخصب وبُنى تحتية حيوية للبرنامج النووي الإيراني، يصعب على إسرائيل الوصول إليها منفردة.
تعاون استخباراتي وتنسيق محكم
وأوضحت المصادر أن الولايات المتحدة نفّذت الضربات، لكن إسرائيل لعبت دورًا حاسمًا في توفير المعلومات الاستخبارية اللازمة، ما ساهم في دقة الضربات ونجاحها.
وفي يوم الخميس السابق للعملية، عُقدت مكالمة تنسيقية ضمّت مسؤولين أمريكيين بارزين، من بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الدفاع بيت هيجسيث، إلى جانب كبار المسؤولين الإسرائيليين، لمناقشة تفاصيل الضربة.
وقالت المصادر إن واشنطن قدّمت لإسرائيل “عدة طلبات عملياتية” ضمن التحضيرات، مشيرة إلى أن العملية تمت بتنسيق كامل بين الطرفين.
اجتماعات ليلية وخداع استراتيجي
في ليلة السبت، ترأس نتنياهو اجتماعًا أمنيًا موسعًا مع عدد من الوزراء، أبلغهم خلاله أن الضربة الأميركية أصبحت وشيكة. واستمر الاجتماع حتى انطلاق العملية العسكرية.
ولفتت المصادر إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة تعمّدتا استخدام تكتيك “الخداع الاستراتيجي” خلال الأيام السابقة للعملية، لإيهام إيران بوجود خلافات بين البلدين حول الضربة، في محاولة لتقليل استعدادات طهران الدفاعية.
وقال مصدر إسرائيلي: “حتى لو كانت طهران تتوقع ضربة، لم يكن بإمكانها فعل شيء لمنعها”.
النتائج الأولية: تدمير واسع وبعض الأهداف قيد التنفيذ
بحسب التقييم الإسرائيلي، فإن الجزء الأكبر من البرنامج النووي الإيراني إما تم تدميره أو تعرّض لأضرار جسيمة، إلا أن بعض المواقع الثانوية لا تزال قيد الاستهداف. وأكد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن “إسرائيل في طريقها إلى تحقيق كامل قائمة الأهداف”.
التعليق على هذا الموضوع