أفادت مجلة (+972) الإسرائيلية الإلكترونية في تقرير إخباري بأن الجيش الإسرائيلي يعمل على محو ما تبقى من آخر الأحياء في شمال القطاع، بكل ما يضمه من مآثر تشهد على التاريخ العريق لمدينة غزة.
وأشار الصحفي بكر زعبي في تقريره إلى أن مئات الآلاف من السكان فروا من المدينة في الأيام الأخيرة وسط تصاعد الهجوم الإسرائيلي، واضطر كثير منهم لدفع ما يصل إلى 5 آلاف دولار أميركي من أجل الخروج.
وقال إن البعض اضطر للبقاء في أماكنهم، لأنهم “إما غير قادرين أو لا يرغبون في النزوح إلى مناطق يعلمون أنها لن توفّر لهم أمنا ولا كرامة، مفضلين الموت في بيوتهم على الموت في مخيمات خيام مكتظة في الجنوب”.
وأضاف أن عملية محو مدينة غزة بشكل منهجي التي ينفذها الجيش الإسرائيلي عبر تسوية حي بعد آخر بالأرض، كما فعل سابقا في رفح وجباليا وبيت حانون وبيت لاهيا وأجزاء واسعة من خان يونس، “تمحو آلاف السنين من التراث الفلسطيني والعربي، في جريمة تمسّ التاريخ نفسه”.
ويستدل الكاتب زعبي بشواهد من التاريخ للتأكيد على هوية غزة الفلسطينية، موضحا أن المدينة التي ورد ذكرها في سفر التكوين في التوراة كموطن للكنعانيين، كانت عبر العصور مركزا حيويا للتجارة والمقاومة والهوية الوطنية الفلسطينية، وتعرضت للغزو من قِبل حضارات كبرى كالآشوريين والبابليين والرومان والعثمانيين.
التعليق على هذا الموضوع