بدأت الجيش الأمريكي في الأيام الأخيرة بنشر طائرات استطلاع مسيّرة فوق قطاع غزة، في خطوة تستهدف مراقبة مدى التزام الأطراف — حماس من جهة، وجيش الدفاع الإسرائيلي من جهة أخرى — ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ مؤخرًا.
وأوضح مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز نقلته عدة وسائل إعلام، أن النشر جاء بعد موافقة إسرائيلية ضمنية، وأن المسيّرات تعمل تحت إشراف مقرّ تنسيقي أمريكي أقيم قرب مدينة كريات غات جنوب تل-أبيب.
وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إن الهدف من هذه المهمة هو ضمان أن كلا الطرفين يلتزم بالاتفاق، نظراً إلى أن وقف إطلاق النار يوصف بأنه «هشّ» ويوجد قلق من انهياره سريعًا.
وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن توجيه واشنطن تحذيراً شديد اللهجة إلى بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، في أعقاب سلسلة من الحوادث التي رافقت زيارة نائب الرئيس الأمريكي، والتي أثارت مخاوف البيت الأبيض من أن التصرفات الإسرائيلية قد تؤدي إلى انهيار الاتفاق.
في السياق ذاته وضح مسؤول أمريكي أن هذه المسيّرات تعمل ضمن منظومة الإشراف التي أنشأتها الولايات المتحدة، وتحديداً مقر التعاون المدني-العسكري (Civil-Military Coordination Center) الذي يقع في منطقة جنوبية في الأراضي المحتلة، ويضم عناصر أمريكية وإسرائيلية ودولاً شريكة.
المصادر أشارت إلى أن إسرائيل وافقت على الطلعات الجوية الأميركية «بدون تحفظات ظاهرة»، ما يعكس رغبة أميركية في التحقق من المشهد ميدانياً وليس الاعتماد الكلي على تقارير إسرائيلية.
رغم ذلك، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي أو وزارة الخارجية الأمريكية حول الموضوع، وهو ما يعكس حساسية القضية وحرص الأطراف على ضبط الخطاب.
ما الذي يعنيه هذا التطور؟
الإقدام الأميركي على استخدام الطائرات المسَيّرة يعكس تخوّفاً متزايداً من أن الاتفاق قد ينهار سريعًا في حال لم يتم مراقبته بفعالية. كما أنه قد يشير إلى شراكة إسرائيلية-أمريكية أكثر تكاملاً في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تتحول المهمة من العمليات العسكرية إلى مراقبة الاستقرار وضمان تدفق المساعدات. في المقابل، قد تثير هذه الخطوة تحفظات لدى بعض الفلسطينيين باعتبارها تدخلًا أمريكيًا مباشرًا في الأوضاع داخل غزة من دون إشراف محلي.
التعليق على هذا الموضوع