اختتم وفد قيادي رفيع من حركة حماس سلسلة اجتماعات استمرت ثلاثة أيام في العاصمة المصرية القاهرة، ناقشت ملفات محورية تتعلق بمسار تثبيت وقف إطلاق النار والمرحلة الثانية من الاتفاق. ونفى مصدر في الحركة صحة التقارير التي تحدثت عن نقاشات حول “نزع سلاح المقاومة” في غزة.
وشكّلت تركيبة الوفد القيادي دلالة على أهمية الملفات المطروحة، إذ ضم أعضاء من المجلس القيادي برئاسة محمد درويش، وعضوية خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين ونزار عوض الله، ما جعل مهمة النقاش تتجاوز حدود الوفد المفاوض برئاسة الحية.
رفض لنزع السلاح… ومقترحات “لضبط المسألة”
وأكد المصدر أن الحركة ترفض رفضًا قاطعًا أي طرح إسرائيلي يتعلق بنزع سلاح المقاومة، مشيرًا إلى أن “مصطلح نزع السلاح غير موجود أصلًا على طاولة البحث”، وأن ما يُنشر بهذا الخصوص “أخبار موجّهة هدفها التشويش”.
وأضاف أن حماس منفتحة على مناقشة أفكار ترتبط بمسار سياسي متوافق عليه وطنيًا، بينها مقترحات سابقة من الحركة بشأن “وضع سلاحها وسلاح فصائل المقاومة عهدةً لدى منظمة التحرير، ليكون أساسًا لجيش التحرير الفلسطيني”، أو مقترحات تتعلق بتجميد السلاح ضمن اتفاق سياسي شامل.
وأشار المصدر إلى أن قرار مجلس الأمن الأخير، الذي يتضمّن بندًا حول تشكيل قوة أممية بقيادة أمريكية تتولى مهمة نزع السلاح، كان أحد الملفات الحساسة التي أبدت الحركة اعتراضًا عليها.
بحث الخروقات والمرحلة الثانية من الاتفاق
وشملت الاجتماعات بحث الخروقات الإسرائيلية المتواصلة، وتلكؤ تل أبيب في تنفيذ البنود الإنسانية للاتفاق، وفي مقدمتها “البروتوكول الإنساني” المتعلق بتدفق المساعدات لإعادة الحياة للقطاع، إضافة إلى مناقشة أزمة المقاتلين التابعين للحركة في مدينة رفح التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
ولم تُنهِ اللقاءات النقاش حول الملفات الشائكة، إذ أكد المصدر أن الاتصالات ستتواصل، وأن جولات مماثلة ستُعقد قريبًا بمشاركة وسطاء من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.
لقاءات موازية وتنسيق بين الوسطاء
والتقى رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد وفد الحركة برئاسة درويش، وبحث معه تطورات الاتفاق والمرحلة الثانية. وتزامنت الاجتماعات مع وجود رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن في القاهرة، حيث عقدوا اجتماعًا ثلاثيًا مع رشاد.
وشهد اللقاء الثلاثي توافقًا على تعزيز العمل المشترك مع مركز التنسيق المدني–العسكري (CMCC)، وإزالة العقبات التي قد تعيق تثبيت التهدئة.
دفع نحو المرحلة الثانية
وفي السياق نفسه، نقلت قناة “i24NEWS” عن مسؤول تركي أن اجتماع القاهرة الثلاثي هدف إلى دفع الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل تزايد الانتهاكات الإسرائيلية، وأن الأطراف الثلاثة شددت على استمرار التنسيق مع واشنطن، فيما أكدت أنقرة أنها ستواصل دعم الشعب الفلسطيني وضمان تنفيذ الاتفاق وترسيخ الهدوء في غزة.




































































































التعليق على هذا الموضوع