غزة بوست – سندس الخطيب
يبدأ المواطن صبري عطا الله بوضع القوالب الطينية على آلة تعمل بحركة دائرية، وينعمها يوسعها بيديه؛ لتشيكل الفخار الذي نستخدمه بحياتنا اليومية .
إبتسامة الحاج عطا الله تروي لنا حكاية مهنة استمرت لستة عقود، محافظاً عليها من الاندثار، ليكسب منها قوته اليومي.
يقول عطا الله: “هذه المهنة ورثتها من والدي، حيث كان لديه المصنع الرئيسي لصنع الفخار هنا في قطاع غزة بحي الفواخير، ثم ذهب لعكا وأنشأ مصنعاً هناك، ولكن بعد النكبة عام 1948 م تم تهجيرهم كسراً وعادوا إلى قطاع غزة”.
ويشير إلى أنه في العام الماضي كان هناك أكثر من 60 مصنعاً للفخار في القطاع، ولكن اليوم عدد المصانع قليل جدا ، ومعظم المصانع مهددة بالإغلاق، وذلك لأن الأماكن مكتظة بالسكان، وأصبحوا يشكون من الاضطراب والتلوث، على عكس السنين الماضية حيث كانت المصانع في أراضي بعيدة عن المناطق السكنية.
ويتابع عطا الله حديثه قائلاً، أنه يوظف أبنائه التسعة في مصنعه ، فهذه المهنة مصدر عملهم الوحيد بسبب الظروف الصعبة الذي يمر بها قطاع غزة ، مؤكداً أن هذه المهنة لا يتم تعلمها بشكل فردي، حيث يتم توارثها عبر الأجيال.
ويختتم عطا الله: “أحبُ اللحظة التى أضع فيها القوالب الطينية على الآلة لتشيكل الفخار، لأنني انتقل لحظتها لعالم أخر، العالم الذي أحب “.
ومن الجدير بالذكر أنه تم تهجير الفلسطينيين قسراً من أراضيهم عام 1948 م، ولا يزالوا يأملون في العودة لديارهم حتى هذا اليوم .