تاريخ النشر:
27 يونيو 2022 2:41 GMT
تاريخ التحديث: 27 يونيو 2022 3:30 GMT
دأب محمد كل سنة على اقتناء أضحية العيد المنحدرة من سلالة ”الصّردي“، وهي السلالة الأغلى سعرًا مقارنة بباقي الأنواع الأخرى المنتشرة بالمغرب، لكن هذا العام قرر الرجل الخمسيني تغيير عادته القديمة حيث سيقتني سلالة ”البرْكي“ وهي معروفة بحجمها الصغير وأثمنتها المنخفضة.
ويأتي عيد الأضحى هذا العام بالمغرب، وسط أعباء مالية غير مسبوقة بسبب تداعيات شح الأمطار، وارتفاع أسعار السلع وأهمها الوقود، وغلاء أعلاف المواشي، بالإضافة إلى السياق الدولي المشحون بالحرب في أوكرانيا، الشيء الذي أثر على القدرة الشرائية للمواطنين.
ارتفاع جنوني
وقال ناشطون إن أسعار الأضحية من سلالة ”الصّردي“ وصلت في بعض الأسواق بمناطق ”بني مسكين“ و“البروج“ و“سطات“، إلى 10000 درهم، ما يقرب 1000 دولار أمريكي.
يقول محمد في تصريح لـ“إرم نيوز“، إن أسعار الأضاحي ارتفعت بشكل غير مسبوق في السوق المغربية مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب عوامل عديدة، مشيراً إلى أن الشرائح الفقيرة والمتوسطة تشتكي من هذه الزيادات.
وبلغ ثمن سلالة ”الصّرْدي“ والتي يقبل الكثير من المغاربة على اقتنائها لخصائصها المتعددة وجودة لحومها 59.5 درهماً للكيلوغرام الواحد في أغلب الأسواق، فيما وصل سعر سلالة ”البْركي“ 54 درهماً للكيلوغرام.
وأوضح محمد والذي يشتغل في القطاع العام، أن سلالة ”البركي“ ستكون البديل الأفضل بالنسبة للميزانية التي خصصها لهذه المناسبة الدينية، مبرزاً أن قدرته الشرائية أضحت مُنهكة بفعل ارتفاع أسعار جل السلع الأساسية.
وأضاف ”من الصعب جداً على الأسر المتوسطة التي تتقاضى ما بين 3000 و6000 درهم أن تقتني أضحية العيد بالمواصفات التي يفضلها الجميع وهي أن يكون الخروف من سلالة ”الصّردي“ المميزة“.
ويتميز كبش ”الصردي“ بقامة طويلة مقارنة مع سلالة ”البركي“ مع بقع سوداء حول عينيه وأطرافه وأذنيه وفمه، وهو ما يعتبره البعض أنه يتماشى مع سنة النبي محمد عليه السلام، لكونه ”يأكل في سواد، وينظر في سواد ويمشي في سواد“.
أما بالنسبة لسلالة ”البركي“، فهي تمتاز على مستوى الشكل بصغر الحجم ووفرة الصوف ووزن متوسط ورأس متوسط الحجم.
وتعتبر مناطق الأطلس المتوسط الموطن الأصلي لهذه السلالة والتي تتأقلم بشكل جيد مع المناخ البارد وتتميز بسهولة تسمينها، كما أنها من السلالات التي تستعمل في التهجين الصناعي.
وعاين مراسل ”إرم نيوز“ إقبال العديد من الأسر المغربية على اقتناء هذه السلالة في الأسواق التي تبيع الأضاحي بالكيلوغرام بالنظر لسعرها المنخفض عن سلالة ”الصردي“.
مبررات
هذا الارتفاع اللافت لأسعار الأضاحي بالمغرب اعتبره إبراهيم وهو أحد مربي الماشية بمنطقة إمنتانوت، ”طبيعياً بالنظر إلى ارتفاع أسعار العلف والمحروقات وقلة المساحات المخصصة للرعي بسبب موسم الجفاف“.
واستطرد إبراهيم في تصريح لـ“إرم نيوز“، أن أثمنة الأضاحي ستشهد زيادات خلال هذا العام، مشدداً على أن الأثمنة التي يتم عرضها ليست بهدف كسب أرباح طائلة على حساب القدرة الشرائية للمواطنين، وإنما هي زيادة منطقية بسبب الظروف الراهنة. على حد تعبيره.
وبيّن المتحدث أن بعض المهنيين في قطاع تربية المواشي مهددين بالإفلاس بسبب ارتفاع تكلفة تسمين الأضاحي.
مطالب بالتقنين
من جهته، رأى بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أنه من الصعب على بعض الأسر اقتناء أضحية العيد خلال هذا العام بسبب عوامل مناخية، حيث شهدت المملكة موسماً جافاً ما أدى إلى ارتفاع أثمنة الأعلاف، وبالتالي تكلفة إنتاج ”خروف العيد“ ستتضاعف.
وأردف الخراطي في تصريح لـ“إرم نيوز“، أن ارتفاع أسعار الأضاحي في حدود 10% نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة سيكون أمرًا مقبولاً؛ ولكن أن تصل الزيادة إلى حوالي 50% فهذا الأمر يطرح مجموعة من التساؤلات المُلحّة.
وبالإضافة إلى العوامل المذكورة – يضيف المتحدث – فهناك سبب آخر يساهم بشكل أساسي في ارتفاع ثمن الأضحية إلى مستوى قياسي، والذي يتمثل في تعدد الوسطاء، بحيث يوجد المنتج والوسيط وما يسمى بـ“الشنّاق“، ثم المستهلك.
ودعا الحكومة إلى تقنين القطاع، كي يتخلص المواطن من تعدد الوسطاء الذي يزيد بدوره من ثمن الأضحية.
واعتبر أن أسعار بعض الأكباش المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالبلاد ”خرافية“، لافتاً أن الغرض منها هو تهيئة المستهلك نفسياً لقبول الأسعار المرتفعة.
وبسبب هذا الغلاء غير المسبوق، أطلق مغاربة غاضبون قبل أيام، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة شراء الأضاحي.
وتحت وسم ”خليه يبعْبعْ“ (صوت الخروف)، انتشرت حملة على المنصات الاجتماعية تدعو إلى المقاطعة.
من جهته، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، محمد صديقي، الخميس، أن أسعار الأضاحي ستكون في نفس مستوى أسعار السنة الماضية، مع تسجيل بعض التغيرات الطفيفة.