بقلم : عيسى قراقع
عضو الكنيست اليميني الإرهابي إيتمار بن غفير ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ممثل سياسة الارهاب اليهودي المنظم ، المدعوم من المستوى الرسمي في حكومة الاحتلال ، الممثل البشع لعقلية وثقافة العنصرية والكراهية المتنامية في دولة اسرائيل ، المنفلت ميدانيا في ساحات وباحات مدينة القدس ومساجدها وكنائسها وأحيائها ، يحمل مسدسا ، تحيط به الحراسات ، يهتف: الموت للعرب ، يعتدي ويعربد ويقتحم ، تفوح منه رائحة الحقد والهمجية واستعداء البشرية والحياة .
بن غفير في يده توراة وبندقية ومجرفة ، يهدم ويحفر ويقتل ويحرض على الخطف والحرق والطرد والنهب والسلب ، ليس فردا وانما تتحالف معه كل المافيا في حكومة الاحتلال الاسرائيلي : الشرطة والمخابرات والوزراء والقضاة وأعضاء الكنيست ، يعشق رائحة الدم ، يكره الصلاة والمؤمنين وكل فلسطيني يعبد الله أو يحمل علما ويرفع كوفية صابراً مرابطا صائما واقفا على أرض القدس وتحت رحمة السماء .
بن غفير ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هو ملك اسرائيل الاسبارطية العسكرتارية الفاشية ، أطلقه البرلمان الاسرائيلي ومعه حصانة المئات من القوانين العنصرية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني ، هو فوق المساءلة ، مسلحا تحت غطاء قانون الاحتلال لكي يسفك الدماء ويقتحم الاحياء والاماكن المقدسة ، لا يرى أمامه فلسطينيين ، تحركه الاساطير الصهيونية الوهمية وغرائزه الدموية ، قادم من العصور الهمجية ليقيم دولة اسرائيل الحديثة فوق معالم وحضارة الشعب الفلسطيني .
بن غفير ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هو سليل من طرد شعبنا وشرده في حرب النكبة ، سليل من يعتقل ابناءنا ويزجهم في الزنازين والمؤبدات ، سليل من يعدم ويصفي أولادنا في الشوارع ، هو البطل القومي لدولة اسرائيل ، رسول تلك المنظمات الصهيونية الاستيطانية الارهابية : تدفيع الثمن ، حركة كاخ، الحركة من اجل انشاء الهيكل ، حركة كهانا حي، التنظيم اليهودي المقاتل ، أمناء الهيكل ، جوش أمونيم ، جماعة حراس المكبر ، حركة النهضة ، ومنظمة لاهافا وغيرها ، هو كل جندي على حاجز عسكري يطلق النار على الناس لمجرد الاشتباه ، السجان الذي يحتجز الاف الاسرى ، قاضي المحكمة العسكرية الذي يصدر أحكاما رادعة بحق الفلسطينيين ،الجنود الذين يقتحمون منازلنا كل ليلة ، هو الاوامر والتعليمات التي تضع الاطفال في القدس تحت الاقامة المنزلية ،وهو الذي يصدر قرارات الابعاد عن المسجد الاقصى وخارج القدس .
بن غفير يكره الاطفال ، يكره منى الكرد وحي الشيخ جراح ، يكره صوت الاذان وقرع اجراس الكنائس ، يكره اللغة العربية والخط الكوفي في الآيات المباركات ، يكره خليل السكاكيني وفيصل الحسيني والمفتي محمد حسين والمطران كبوتشي ، ويكره نشيد فدائي فدائي الذي يردده الاسير المقدسي الكفيف علاء البازيان في سجن نفحة .
بن غفير هو المدرسة و الايدلوجيا الصهيونية القائمة على تهويد المكان والزمان واسكات صوت الشعب الفلسطيني ، لا يحب التاريخ لان التاريخ لا يعترف بوجوده على هذه الارض ،لا يحب أن يرى أسماءنا منقوشة تحت الارض وفوق الارض وفي قطرات السحاب ، لا يحب أن يرى شجرة لوز في الربيع أو زيتونة يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار ، هو سيد الظلام ، لا يحب أي شيء ، قادم من جيتو أو معسكر ، هو كل هذه الحرب وهذا العدوان والاستيطان الذي يشنه المحتلون على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة .
بن غفير ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، هو شخص في مدفع وقذيفة ، هو قانون القومية العنصري الذي لا يعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ووجوده على ارض فلسطين ، هو قانون أملاك الغائبين ، قانون العودة ، قانون الولاء والمواطنة والقدس الموحدة ، قانون تسوية اراضي القدس ولم الشمل ، هو كل هذه التشريعات المتطرفة التي تنتهك القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان .
بن غفير هو الذي بنى جدار الفصل العنصري وصادر الارض وسرق المياه ، حرق الحقول وعائلة دوابشة ، هو من خطف محمد ابو خضير وأحرقه حيا ، هو القناص الذي يصطاد الاطفال والطيار الذي ألقى اطنان القنابل فوق رؤوس الناس المدنيين في قطاع غزة .
بن غفير ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هو الدولة الصهيونية المريضة ، دولة الابرتهايد ، الخائفة من مدينة اللد والرملة والجليل ، الخائفة من طائرة ورقية مشتعلة ، الخائفة من النشيد الصباحي في المدرسة ، المرتعدة من نفق الحرية ومن نطفة اسير مهربة ، الكوابيس تطاردها كلما شمرت جنين عن سواعدها ، المتوترة كلما أعلنت القدس عن مواعيدها للصلاة وللمظاهرة .
بن غفير هو هذه الخيالات المرعوبة ، خيالات جهاز الامن والاستخبارات ، التوقعات الملغومة ، الاشارات عن انتفاضة فلسطينية قادمة ، الاشارات عن فتحات في الجدار وعبور المقاومة ، الاشارات عن اجيال فلسطينية جديدة متمردة وشجاعة ، متغيرات فوق هيمنة القوة المسلحة ، وعي اخر لم يصهره الرصاص المصبوب ونظام السيطرة .
بن غفير ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، شاهد شيطاني على كل مذبحة ومجزرة ، ارشيف الجرائم المنظمة لدولة التطهير العرقي والابادة ، دولة النازيون الجدد ، جاءوا من محرقة الى محرقة ، تقمصوا ثياب الضحايا وصاروا جلادين ، شيدوا فوق رفات شعب فلسطين مستعمرة ، دولة فوق القانون الدولي ، دولة فاسدة ، دولة الاسلاك والمجنزرات والمصفحات والحملات العسكرية .
بن غفير هو ظاهرة هذا التحول الى الدرك الاسفل والانحطاط الاخلاقي والانساني في المجتمع الاسرائيلي ، التحول من مجتمع المهاجرين الاستعماري الى مجتمع يسيطر فيه الدين والحاخامات على كل المؤسسات في اسرائيل ، هيمنة تيار فاشي يقوده بن غفير وامثاله يعلنون أن القرابين اصبحت جاهزة للذبح في ساحات المسجد الاقصى .
بن غفير ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ليس ابن قصيدة أو أغنية أو مخطوطة ثابتة في اعماق الزمن الفلسطيني الكنعاني ، هو هذا الجحيم الذي يقود الى الجحيم ، لم يعثر على جده في قبورنا العتيقة ، لم يعثر على هيكله في تراب او نقوش أو في أشكال معمارية ، لا اسم له في كتاب الأرض ، لا رواية ولا سردية ولا عهد قديم ولا جديد ولا شهادة ميلاد ولا صدى في الذاكرة ، أحبطته الدراسات التوراتية والاكتشافات الاثرية ، أحبطته الارض الفلسطينية فتحول الى منبوذ تاريخي يقود دولته الى الجنون والهاوية .
بن غفير ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، يبحث عن لغة لم يجدها ، تحاصره القدس بفضائها العربي الاسلامي المسيحي الفلسطيني ، تحاصره أشباح المدينة من فوق الاسوار وعلى البوابات والأحياء ، لا مكان للوحش في حاراتنا القديمة ، تحاصره العيسوية وسلوان والطور والمكبر وبطن الهوى والشيخ جراح وباب العامود ، يحاصره الباعة والتجار ورائحة التوابل والاسراء والمعراج ونور القيامة ، الانبياء والمؤرخون والمصلون وقوفا وسجودا ومقاومة .
المقال يُعبر عن وجهة نظر الكاتب وليس عن سياسة موقع غزة بوست