تاريخ النشر:
13 يوليو 2022 14:30 GMT
تاريخ التحديث: 13 يوليو 2022 15:00 GMT
سلط تقرير الضوء، على مفهوم ”الحب المائع“، الذي يعتبر حقيقة شائعة جدًا في العلاقات الشخصية الحالية ويشير إلى هشاشة الروابط بين الناس.
ووفق التقرير، الذي نشره موقع ”nospensees“ المتخصص في التنمية الشخصية، فإن ”الحب المائع“، مفهوم مثير للاهتمام وضعه عالم الاجتماع زيجمونت بومان.
ولفت التقرير، إلى أن ”الحب المائع“، لا يرتبط فقط بالعلاقات الشخصية، ولكن أيضًا العلاقة التي نقيمها مع أنفسنا، الذي يسميه باومان نفسه ”سيولة حب الذات“.
وذكر أنه ”لكي تحب شخصًا آخر بطريقة ناضجة عليك أن تبدأ بحب نفسك، هذه مشكلة قائمة ومستمرة في مجتمعنا، هذا الافتقار إلى احترام الذات وحب الذات يقودنا إلى فقدان الآخرين بسبب عدم البدء بأنفسنا“.
واعتبر أن ”الحب المائع“، نوع من الحب صار شائعًا بشكل متزايد في مجتمعنا ويجب أن نكون على دراية به.
الحب المائع والتفرد
في بعض الأحيان ليس إنشاء رابطة قوية وملتزمة أمرًا سهلاً عند الكثير من الناس، وراء هذه الصلة نجد شعورًا بالمسؤولية ومن التجاوز الشخصي، اللذين قد لا يكون الشخص مستعدًا لتحملهما.
بل ومن الممكن أن يكون هناك عامل من الخوف وحتى من عدم النضج الشخصي حيث لا يمكن تصور علاقة أصيلة ومتينة ومستقرة مع مشروع مستقبلي.
عالم الاجتماع زيجمونت بومان نفسه يخبرنا أن العديد من العلاقات اليوم هي ”روابط“ وليست ”علاقات“.
ووفق التقرير: ”لا تسعى النزعة الفردية إلا إلى تلبية احتياجات محددة ذات بداية ونهاية، ومن هنا جاءت فكرة الحب المائع، والانفعالات والعواطف التي لا يمكن كبتها والتي تنزلق بشكل عابر من اليدين إلى أن تتلاشى وتختفي“.
واعتبر التقرير أننا ”نعيش في عالم ديناميكي يختلط فيه الواقع أحيانًا مع ما هو افتراضي، في حداثة مائعة يبدو أن العديد من الأشياء فيها تفلت منا في النهاية“.
وأشار: ”إننا نؤسس علاقات غير مستقرة لأن مجتمعنا يبدو أنه يدعو إلى علاقات إنسانية أكثر مرونة“.
وذكر التقرير: ”إننا نقدم للشباب والأطفال العديد من الألعاب والتقنيات، وننشئ لهم لعبة ابتزاز نكافئهم فيها مقابل أي اختبار ناجح بهدية جديدة، نحن نجرهم تقريبًا دون وعي إلى مجتمع استهلاكي بقيمٍ ضئيلة، ونخلق أفرادًا يصبحون بدورهم طغاة، لا يدركون أين تقف الحدود، الحدود التي تصبح بدورها بشكل أو بآخر مائعة في النهاية“.
وأضاف: ”تنشأ صداقات الشباب والأطفال على الشبكات الاجتماعية، ولإنهاء أي علاقة منها لم تعد تهمنا، يكفي الضغط على الزر حظر أو الإبلاغ عن هذا الشخص“.
أهمية حب الذات
الناس ليسوا سلعًا استهلاكية، كما أننا لا نملك تقادمًا مبرمجًا مثل أي جهاز كهرو منزلي، نحن نفكر ونشعر ونحب، لكن يجب أن نبدأ دائمًا بأنفسنا، ونرى أنفسنا كأشخاص يستحقون أن يُحَبّوا.
”الحب المائع“ يتركنا دائمًا بلا قلوب، وهو ما لا يريده أو يتمناه أحد، يظل المستهلك لـ“الحب المائع“ جائعًا بلا انقطاع وغير راضٍ بشدة.
في بعض الأحيان وراء ”الحب المائع“، هناك الشعور بعدم الأمان الشخصي. مع الشعور بعدم القدرة على الحفاظ على رابطة قوية بما يكفي لتزدهر، ولبناء مستقبل مع شخص آخر.
ورأى التقرير، أن ”الشعور بانعدام الأمان انعكاس لضعف وخلل في تقدير الذات، حيث السعي فقط لإرضاء محدّد ثم الهروب، يمكن لأي حل وسط أن يظهر افتقارنا للكفاءة وعدم نضجنا“.
وتابع: ”لا شيء مؤكد ويقيني في هذه الحياة، وكلنا نعبر الحياة في قلب الضباب، فإذا بدأنا نشعر بالثقة ببعضنا البعض فسنمضي قدمًا تدريجيًا بمزيد من الأمان نحو الأفضل، مع المراهنة على الاستقرار، من أجل الالتزام الحقيقي تجاه أنفسنا وإزاء مَن هم حولنا“.