فلسطين-غزة بوست
أحمد مرتضى أبو ذياب
وادي الربابة…جمال فلسطيني يواجه خطر التهويد
وادي الربابة في سلوان إطلالة فلسطينية جميلة, يسعى الاحتلال دوما أن يدمر الجمال الفلسطيني ولا يبقي لفلسطين أي معالم سواء إسلامية أو إنسانية, ويسعى كعادته أن يغير معالمها ويزور تاريخها إلى اليهودية.
وما زالت تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي, مطامعها للاستيلاء على أراضي حي ” وادي الربابة “, وذلك تمهيدا لإقامة ” مسارات وحدائق تلمودية “, ومشاريع تهويدية, باعتباره يشكل البوابة الرئيسية التي تربط شرقي المدينة المقدسة بغربها.
يعتبر الحي من أجمل المناطق في ” سلوان ” لكونه يحتوي على الكثير من ” الآثار والكهوف والقبور ” التي تعود للفترة الكنعانية قبل 5 آلاف عام, وأراضيه مزروعة بأشجار التين والزيتون التي يزيد عمرها على 1000 عام, كما وتمتد مساحته إلى 210 دونم.
محاولات الاحتلال تزييف تاريخ ” وادي الربابة ”
يسعى الاحتلال دوما الى تزييف تاريخ الحي, حيث تشارك 8 مؤسسات للاحتلال في استهداف المنطقة, كما ويقودهم في تنفيذ حملة التهويد ما تسمى ” سلطة الطبيعة ” والتي تعد المسؤولة عن جميع المشاريع المقامة في هذه الأراضي تحت مسمى ” حماية الطبيعة “.
يوجد في ” وادي الربابة ” أشجارا عمرها بين 700 و 800 عام, جاءت ” سلطة الطبيعة ” مؤخرا ووزعت شجرا وهميا في هذه الأراضي بدعوى الحفاظ على الطبيعة, ولكنها بالحقيقة تريد الاتسلاء على هذه الأراضي, ولتخبر الشعب اليهودي أن ” وادي الربابة ” أصبح في قبضتهم.
وتشتد الهجمة على بلدة ” سلوان ” من جميع الجهات, وأصبح أهلها في وسط المعركة مع المحتل, المعركة التي يبدو فيها المحتل خصما وحكما, وما زال أهلها يرفضون التوجه إلى القضاء الإسرائيلي لأنهم يعتبرونه قضاء ظالم, وجزء من المنظومة الاحتلالية التي لا يمكن أن تنصفهم.
أما الأوراق الثبوتية لسكان ” وادي الربابة ” تؤكد ملكيتهم للأراضي, حتى أشجار الزيتون التي يزيد عمرها عن 700 عام, لم تشفع لهم لدى سلطات الاحتلال التي لم تتدخر جهدا في اختلاق الأكاذيب والدعاوي, وذلك تمهيدا لهدم منازلهم, ومنعهم من التمدد الطبيعي.
أما أهلها فهم ما يزالون صامدون فيها وكما قالوا ” سنبقى صامدين في هذه الأرض, مهما تسلطوا على أراضينا وحاولوا سرقتها, عقيدتنا أن زوالهم بات قريبا جدا “.
وادي الربابة…جمال فلسطيني يواجه خطر التهويد
محاولة الاحتلال الإسرائيلي السيطرة على ” وادي الربابة “.
ومنذ عام 2020م بدأت سطوة المحتل للسيطرة على الوادي, حيث أنه استغل ” جائجة كورونا “, وبذل جهودا مضنية لتهويد ” وادي الربابة “, باستهداف متواصل للأراضي, وملاحقة مستمرة للملاك الأصليين, وسعى أيضا لتزييف التاريخ عبر ” عبرنة ” أسماء الشوارع والأحياء ونشر الشعارات التوراتية.
ومن جهته فقد قال ” أحمد سمرين ” عضو لجنة ” وادي الربابة ” في بلدة سلوان بالقدس المحتلة إلى أن : هذه الأراضي تملكها جميع عائلات سلوان تقريبا, وذكر منها عائلة سمرين, وحجاج, ودعنا, والمندوب, وصيام, وأبو خاطر, وأبو سنينة, وشقير, والعباسي وغيرهم.
وأضاف ” سمرين ” في فيديو مصور ويظهر خلفه ” وادي الربابة ” وقال : ” إنّ ما تعرف بسلطة الطبيعة الإسرائيلية تحاول تغيير طابع هذه الأراضي من طابع عربي إلى إسرائيلي, ومن طابع إسلامي إلى يهودي “.
تسميته وتاريخه.
يقال بأن ” وادي الربابة ” سمي بهذا الإسم لأنه ضيق من الأعلى, ويبدأ بالاتساع تدريجيا باتجاه الأسفل, وهو مشابه لآلة الربابة الموسيقية العربية القديمة ” الجزيرة “.
ولكن هذه التسمية تعد حديث, أما قديما في الفترة الكنعانية فقد أطلق عليه إسم ” جاي هنوم ” وتعني ” وادي جهنم “, وأما كبار السن من المقدسيين فيسمونه ” المنطقة الحرام ” باعتباره الخط الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي.
يعد ” وادي الربابة ” كغيره من أحياء القدس لا يخلو من الآثار التي خلفتها الحضارات المتعاقبة على المدينة, وأبرزها ” الدير اليوناني, دير الندم ” والذي أنشئ في عام 1893م ليؤكد ما قيل إنها حادثة إنتحار ” يهوذا الأسخريوطي ” أحد تلاميذ عيسى عليه السلام, حيث قيل أنه علق نفسه على شجرة هناك نادما على تسليم المسيح تمهيدا لمحكامته وصلبه.