خاص – غزة بوست
تراجع زراعة الزهور بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة
عرفت زراعة الزهور في فلسطين منذ القدم، إلا أنها اقتصرت على الزراعة المنزلية، وفي الحدائق العامة؛ أما زراعة الزهور لأغراض تجارية، فقد عرفت في قطاع غزة على وجه الخصوص عام 1991، واتسع نطاقها في عام 1998؛ إذ وصلت إلى أكثر من 100 مشروع على ما مساحته نحو ألف ومئتي دونم، معظمها يتركز في بيت لاهيا في أقصى الشمال، وكذلك في رفح أقصى الجنوب.
تراجعت زراعة الزهور بعد عام 2000؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإغلاق المعابر أمام عمليات التصدير أو تعقيدها، بالإضافة إلى عمليات تجريف وقصف الأراضي الزراعية؛ ما أدى إلى خسائر فادحة مني بها لمزارع الفلسطيني؛ أدت إلى تحوله عن زراعة الزهور، لتتقلص المساحة المزروعة من 1200 دونم إلى 180 دونمًا؛ أي ما نسبته 6.5 % من حجمها الكلي، معظمها انحصر في محافظة رفح جنوب القطاع.
الأهمية الاقتصادية لزراعة الزهور:
تكلف زراعة دونم الزهور الواحد، الذي يعد محلياً من المتطلبات الكمالية- وفق الإحصائيات المتوفرة لدى المزارعين وأصحاب الاختصاص- نحو ثمانية آلاف دولار تقريباً، ويبقى الرقم مرشحاً للزيادة في حال تعرض الأرض الزراعية لأوبئة، أو لعوامل طقس غير مناسبة للشتلات. ويحتاج دونم الزهور الواحد يوميا 3-5 كوب من الماء.
ورغم التكاليف الباهظة التي يتكبدها مزارعي الزهور؛ إلا أن هذا القطاع يبقى من القطاعات الإنتاجية الزراعية المهمة في قطاع غزة؛ إذ يسهم بحوالي 25 مليون دولار سنوياً من الدخل القومي. ويبلغ عدد العمال الذين يعملون في قطاع الزهور 4500 عامل، وذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
يمتد موسم تصدير الزهور خلال الفترة ما بين 15/11- 25/4؛ حيث يصدر كل إنتاج القطاع منها إلى دول غرب أوروبا، وبالتحديد هولندا، ومن ثم إلى الأسواق الأوروبية الأخرى.
وكان قطاع غزة يصدر 60 مليون زهرة سنوياً إلى أوروبا؛ إلا أن المزارعين في عام 2012 تمكنوا من تصدير خمسة ملايين زهرة فقط؛ بسبب الإغلاقات والمعوقات الإسرائيلية المتكررة للمعابر.
إجراءات زراعة الزهور:
إن زراعة الزهور وقطفها تستغرق 11 شهراً؛ فتبدأ في شهر يونيو، وتستمر العناية بالمحصول حتى بداية شهر ديسمبر، حيث يحين القطاف الذي يستمر بدوره حتى شهر مايو.
تعقم الزهور بعد قطفها بمحلول مخصص، بعد ذلك تحفظ في ثلاجات مدة 48 ساعة، تحت درجة 2-4 درجة مئوية، قبل نقلها إلى معبر “كرم أبو سالم” بواسطة شاحنات مخصصة مزودة بغرفة مبردة تحت درجة حرارة تحافظ على حيوية الزهرة، لحين وصولها إلى البلد المستورد.
الأصناف المزروعة:
تزرع في قطاع غزة أكثر من مئة صنف من الزهور؛ لكن زهرة القرنفل هي الزهرة التى يفضلها المزارع الغزي في أرضه؛ لتحملها عوامل الطقس المتقلبة.