اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب “إبادة إعلامية ممنهجة”، أسفرت عن استشهاد 212 صحفياً منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في واحدة من أعنف الحملات التي تطال الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في التاريخ الحديث.
وجاء في بيان صادر عن المكتب، عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف 3 مايو/أيار، أن “صحفيي غزة يُذبحون على الهواء مباشرة”، في إشارة إلى الاستهداف المتكرر لطواقم إعلامية تعمل في الميدان وسط ظروف معيشية وأمنية بالغة الخطورة، تشمل القتل والاعتقال والتجويع والتشريد.
وأشار البيان إلى إصابة 409 صحفيين آخرين، بعضهم أُصيب بإعاقات دائمة، إضافة إلى اعتقال 48 صحفياً، تعرّض العديد منهم للتعذيب وسوء المعاملة داخل سجون الاحتلال، في انتهاك صريح للقانون الدولي ومواثيق حماية الصحفيين.
وبحسب البيان، فقد تم استهداف 143 مؤسسة إعلامية، من بينها 12 صحيفة ورقية، و23 صحيفة إلكترونية، و11 إذاعة، و4 قنوات فضائية، إلى جانب تدمير مقار 12 وسيلة إعلام عربية ودولية. كما شمل التدمير 44 منزلاً تعود لصحفيين، وقتل 21 ناشطاً إعلامياً مؤثراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف المكتب أن الاحتلال دمّر مطابع، وأتلف معدات بث وكاميرات وسيارات نقل مباشر، بالتوازي مع حملة ممنهجة لحجب عشرات الحسابات والمنصات الرقمية الفلسطينية، بزعم “مخالفة المعايير”.
وقدّر المكتب الإعلامي خسائر القطاع الإعلامي في غزة بأكثر من 400 مليون دولار، نتيجة ما وصفه بـ”حرب شاملة استهدفت الإنسان والصورة والصوت والكلمة”.
وطالب المكتب الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمة “مراسلون بلا حدود”، والهيئات الدولية المختصة، بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين، وتوفير حماية دولية فورية لهم، مع كسر الحصار الإعلامي المفروض على القطاع.
وتشهد غزة، منذ السابع من أكتوبر، عدواناً إسرائيلياً متصاعداً أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل تدهور كارثي للوضع الإنساني.
التعليق على هذا الموضوع