في تطور لافت يعكس التحول في التقييمات العسكرية والسياسية داخل إسرائيل، أبلغ الجيش الإسرائيلي حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن تحقيق هدفي الحرب في قطاع غزة، والمتمثلين في القضاء الكامل على حركة حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، لم يعد ممكنًا في آنٍ واحد.
ووفقًا لما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن المؤسسة العسكرية قدّمت هذا التقدير خلال اجتماعات مغلقة مع صناع القرار في الحكومة، مشيرة إلى أن الظروف الميدانية والسياسية الحالية تجعل من الصعب الجمع بين مواصلة القتال العنيف ومحاولة إتمام صفقة تبادل أسرى في ذات الوقت.
وأوضح الجيش أن إعادة الأسرى باتت تشكل أولوية استراتيجية عاجلة، ما يستدعي التوقف لإعطاء فرصة للمسار التفاوضي، لا سيما في ظل ما وصفه مسؤولون عسكريون بـ”النوافذ المحدودة” المتاحة لتحقيق اختراق دبلوماسي.
ويأتي هذا التقييم العسكري في وقت يتواجد فيه وفدان من إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، برعاية قطر ومصر والولايات المتحدة. وتشير التسريبات إلى أن أجواء المباحثات تتسم بـ”قدر من الإيجابية” مقارنة بالجولات السابقة.
ويرى مراقبون أن هذا التحول في موقف الجيش يشكل ضغطًا مباشرًا على حكومة نتنياهو، التي لا تزال تصر في خطابها العلني على ضرورة “تفكيك بنى حماس العسكرية والحكم في غزة” قبل الحديث عن تهدئة أو صفقة تبادل. غير أن الواقع الميداني، بحسب المؤسسة الأمنية، يفرض مراجعة عميقة لهذه الأولويات.
ويُذكر أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين سابقين وحاليين، من بينهم رؤساء سابقون للموساد والشاباك، كانوا قد حذروا في الأشهر الماضية من أن استمرار الحرب دون أفق سياسي أو استراتيجية واضحة لـ”اليوم التالي” في غزة، يضر بالأمن القومي الإسرائيلي، ويُهدد فرص استعادة الأسرى.
التعليق على هذا الموضوع