كشفت وسائل إعلام عبرية، مساء الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات أقل رغبة في المضي قدماً نحو صفقة جزئية لتبادل الأسرى مع حركة حماس، رغم إبداء الأخيرة موافقتها عليها، إلا أنه لم يغلق الباب نهائياً أمامها.
ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول حكومي رفيع أن نتنياهو يرى أن الصفقة الجزئية “غير مجدية”، وأن العودة إلى العمليات العسكرية بعد وقف مؤقت لإطلاق النار ستكون معقدة وصعبة، في وقت تتوقع فيه واشنطن إنهاء الحرب قبل التوصل إلى أي اتفاق.
وبحسب المصادر، يعتقد نتنياهو أن السيطرة على مدينة غزة ستشكل ورقة ضغط مركزية على حركة حماس لانتزاع صفقة شاملة وفق الشروط الإسرائيلية، وتشمل: تفكيك سلاح الحركة، ونزع سلاح القطاع بالكامل، ومنع حماس من الحكم أو المشاركة في أي إدارة مستقبلية، إلى جانب إبعاد قياداتها.
وكان مكتب نتنياهو قد أصدر بياناً أمس حدد فيه خمسة مبادئ لإنهاء الحرب، أبرزها: إعادة الأسرى، تفكيك أسلحة حماس، نزع سلاح غزة، فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تشمل حماس ولا السلطة الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أثار إطلاق اسم “مركبات جدعون ب’” على خطة اجتياح غزة جدلاً سياسياً واسعاً، حيث اعتبر وزراء أن التسمية التي أطلقها رئيس الأركان تهدف إلى تصوير العملية كخطة تفصيلية، بينما يراها المستوى السياسي خطوة أكبر من ذلك، تصل حد الاحتلال الشامل.
وعلى المستوى الدولي، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معارضته لأي صفقة جزئية، مشدداً على ضرورة “إنهاء وجود حماس في غزة”، فيما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين لوفيت أن موافقة الحركة على العرض الجزئي جاءت بعد رسائل قوية من واشنطن.
وفي الكواليس، يستمر الجدل بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل حول جدوى المضي بصفقة جزئية أو الضغط لصفقة شاملة، حيث ترى مصادر حكومية أن نتنياهو يفضل الخيار الثاني لتمديد الوقت والتحكم بمسار المفاوضات، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام المزيد من العمليات العسكرية.
التعليق على هذا الموضوع