رائد أبو سرية/غزة
تتشابك التحديات مع خيوط الأمل، حيث يتلألأ نجم صغير يضيء الدروب المظلمة ، فتى في بداية طفولته ، يمتلك من الجمال ما يسحر الأنظار، ومن الإيمان ما يرسخ العزيمة ،عيناه الخضراوان نافذتان على روح ملهمة، تنبئان عن عالم داخلي يرفض الاستسلام لقسوة الواقع، و حرب مؤلمة ، بينما تفيض حنجرته بأنغام الشجن والأصالة.
طفولة إبراهيم ونشأته …
جلست مع إبراهيم لم يكن لقاؤنا مجرد مقابلة عابرة، بل غوص في أعماق روح تفيض بالطموح “اسمي إبراهيم وائل القايض عمري 14 عام أسكن بحي الصبرة في مدينة غزة الجميلة ، وأدرس بالصف الثامن في مدرسة خليل الوزير ” مستكملا حديثه ” بحب النشيد الوطني والإسلامي و تعلمته وكنت أردده دائماً و أعشق كرة القدم و السباحة ، هكذا بدأ حديثه بخجل، لكن سرعان ما تلاشى الخجل ليحل محله شغف واضح .
ابراهيم طالب مجتهد ومتفوق، ويحظى بتقدير كبير من معلميه وزملائه”، هكذا أخبرنا والده ، مؤكداً بتميزه في دراسته وحرصه على التحصيل العلمي رغم كل الظروف. ، رغم صغر سنه، يتميز إبراهيم بذكاء لافت انعكس على مسيرته الدراسية .
ما سبب نجاحه في المدرسة…
لم يقتصر تميز إبراهيم على مقاعد الدراسة فحسب؛ فالموهبة الفذة التي يمتلكها تكمن في صوته العذب الذي يؤذن الآذان و يرتل القرآن، حيث يمتلك حنجرة ذهبية، قادرة على الانتقال بين المقامات بسلاسة ، مما يجعل كلماته تصل إلى القلوب مباشرة وقد وهبه الله أيضاً نعمة حفظ أجزاء من كتاب الله ويرجع سبب تفوقه بذلك، الأمر الذي يزيد من روحانية صوته وجماله .
صموده رغم إصابته وهدم منزله
تتجلى قصة إبراهيم كشاهدٍ حيّ على قسوة الحرب. لم يكن منزله مجرد مأوى، بل هدفًا متكررًا لطائرات الحربية الإسرائيلية ، فقد تعرض المنزل للقصف أكثر من مرة ، ليتحول كل ركن فيه إلى ذكرى لأيام عصيبة ، ينهض فيه في كل مرة من تحت الركام، يحمل إبراهيم على جسده ندوبًا عميقة، فقد أصيب ثلاث مرات ليكون إحدى تلك الإصابات في قدمه ، وكلها تحكي فصلا من صراع البقاء والألم، وتؤكد أن قصة صموده لم تُكتب ،
بالحبر، بل بالدم والألم على أرضٍ تأبى الاستسلام.
انجازاته و جوائزه
عملت في فرقة الأنوار الفنية للمديح النبوي ، شاركت في مسابقة روائع على مستوى قطاع غزة وحصلت على مرتبة متقدمة ، و كنت أفتتح الإذاعة المدرسية بالقرآن الكريم والنشيد ، فزت بالعديد من الجوائز الثقافية منها : أفضل منشد وأصغرهم سناً
طموحات و آمال مرجوة
تتجه بوصلة أحلام إبراهيم نحو آفاق واسعة، فبشغفٍ لا يخبو، يبوح بأمنيته الكبرى : “أطمح أن أصبح منشداً على المستوى العربي والإسلامي وتصل رسالتي إلى العالم ، أقدم أناشيد تجسد الحرية والأمل تحاكي واقعنا المرير الذي نعيشه في غزة ، املا أن تنتهي الحرب على قطاع غزة وأن تتوقف جريمة الإبادة الجماعية والمجاعة الكارثية بحق أهلنا المدنيين في غزة ، متمنياً أن يصل صوته إلى كل زاوية في هذا الكوكب، يحمل في قلبه شغفاً عظيماً بالإنشاد، ويرى فيه وسيلته للتعبير عن ذاته وعن آمال وطموحات جيله.
“أتمنى أن تدعمني المؤسسات المختصة برعاية المواهب”، مضيفاً أن ما ينقصه هو التدريب والتوجيه والدعم الذي يمكن أن يصقل موهبته ويفتح له أبواب العالمية. “أريد أن أشارك في مسابقات، وأن أتعلم من أفضل المنشدين لأصبح يوماً ما مثلهم، وأمثل فلسطين وصوت أطفالها”.
أحمد ليس مجرد طفل موهوب، بل هو نموذج للإصرار والعزيمة، يضيء بنوره الخاص في قلب التحديات التي يواجهها أطفال غزة. إن صوته الجميل، وطموحه الذي يلامس النجوم، وتفوقه الدراسي، وحفظه لكتاب الله، كلها عوامل تجعله يستحق كل الدعم والمساندة ليمضي قدماً نحو تحقيق حلمه، ويصبح “صوت غزة” الذي يتردد صداه في كل مكان.
.
التعليق على هذا الموضوع