نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تقريرًا موسعًا، فجر السبت، تناول طبيعة عمل مقر التنسيق العسكري-المدني المشترك الموجود في مدينة كريات جات جنوبي إسرائيل، والذي أصبح خلال الأسابيع الأخيرة مركزًا محوريًا لإدارة وقف إطلاق النار ومراقبة الأوضاع داخل قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا المقر يرمز إلى ما كانت تعتبره إسرائيل “السيناريو الأسوأ” على مدى سنوات، وهو تدويل الملف الفلسطيني وتحوله إلى ساحة إدارة دولية مباشرة. ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن هذا المشهد أصبح واقعًا منذ دخول وقف إطلاق النار وخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ.
وتصف الصحيفة المقر بأنه أشبه بـ “قاعدة أميركية صغيرة” داخل إسرائيل، حيث يرفع العلم الأميركي وحده فوق المبنى، باستثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس التي ظهر خلالها العلم الإسرائيلي إلى جانبه. ويضم المقر جنودًا وخبراء من الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وأستراليا واليونان وبريطانيا والأردن والإمارات ودول أخرى, وبينهم دول كانت من أبرز المنتقدين لإسرائيل خلال الحرب على غزة.
وعين الجيش الإسرائيلي اللواء ياكوف دولف ممثلًا له داخل المقر، وهو قائد سابق للفيلق الشمالي وشغل منصب السكرتير العسكري لوزيري الدفاع بيني غانتس ويوآف غالانت.
لكن الصحيفة تؤكد أن السيطرة الفعلية في الموقع هي للولايات المتحدة، من حيث الإدارة والقرار والآليات، فيما يتعامل الجنود الإسرائيليون فيه كمنفذين وتابعين للمنظومة الأميركية.
وزار المقر في الأيام الأخيرة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، برفقة السفير الأميركي السابق لدى اليمن ستيف فاجِن الذي تم تعيينه مسؤولًا عن التنسيق المدني-العسكري داخل المقر. كما حضره ممثلون عن منظمات دولية من بينها الصليب الأحمر.
وتشير الصحيفة إلى أن المهمة الأساسية للمقر هي ضمان استمرار وقف إطلاق النار في غزة، ويتم من خلاله تنسيق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتتبع الوضع المعيشي عبر شاشات تعرض بيانات لحظة بلحظة مأخوذة من شبكات التواصل الاجتماعي والتقارير الميدانية، بما في ذلك توفر الخضروات والخبز ومستلزمات الحياة الأساسية.
كما تظهر داخل المقر خرائط ولافتات كبيرة تعرض خطة ترامب المكوّنة من 20 بندًا لإدارة مرحلة ما بعد الحرب، في حين تم تهيئة المكان من الداخل بمواد وتجهيزات أميركية بالكامل، وصولًا إلى تغطية أرضيته بالعشب الصناعي لتحسين الصوت.
وتختتم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الحضور الأميركي المكثّف في كريات جات، وإدارته المباشرة لمجريات الأوضاع الميدانية والإنسانية، يحدّ من قدرة إسرائيل على العودة إلى العمليات العسكرية بشكل سريع، خصوصًا في ظل امتناع حماس عن تسليم جثامين جديدة من جنود الجيش الإسرائيلي.








































































































التعليق على هذا الموضوع