برزت خلال اليومين الأخيرين تسميات جديدة في ملف قطاع غزة، مثل «رفح الخضراء» و«غزة جديدة»، في وقت يتواصل فيه التعثّر في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، برعاية أميركية ومساندة عربية ودولية.
ووفق تقارير إسرائيلية، وافقت حكومة بنيامين نتنياهو على الطلب الأميركي بالسماح للجيش بالبدء في أعمال ميدانية شرق رفح لإقامة مدينة جديدة تحمل اسم «رفح الخضراء». وتشمل الخطوات الأولى إدخال معدّات هندسية ثقيلة لإزالة الركام وتهيئة الأرض للبناء.
ضغوط أميركية واعتراضات إسرائيلية
وتشير وسائل إعلام عبرية إلى أن إسرائيل حاولت على مدى أسابيع تأجيل هذه الخطوات، باعتبارها جزءاً من المرحلة الثانية من الاتفاق التي لم يبدأ تنفيذها بعد. غير أنّ الضغوط الأميركية المتزايدة دفعت الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع، والموافقة على إطلاق الاستعدادات الأولى.
وتتضمن الخطة الأميركية إقامة منطقة إنسانية ومدينة جديدة شرق رفح، في محاولة لعرض نموذج «غزة جديدة وحديثة» مقابل «غزة القديمة» التي دُمِّرت خلال الحرب. لكن تل أبيب اعترضت خشية أن يؤدي ذلك إلى إعادة فتح معبر رفح وانسحاب جديد من مناطق في القطاع، تمهيداً لدخول قوات عربية ودولية كانت قد امتنعت مسبقاً عن المشاركة بسبب الشروط الإسرائيلية.
وبحسب «القناة 12»، اتهمت واشنطن إسرائيل بالمماطلة، محمّلة إياها مسؤولية تراجع دول عن المشاركة في القوة المتعددة الجنسيات، ما دفع تل أبيب إلى القبول ببدء أعمال البناء.
تحضيرات ميدانية وظهور ميليشيات محلية
أفادت هيئة «كان 11» بأن إسرائيل تستعد لإدخال آليات ثقيلة إلى شرق رفح الأسبوع المقبل لإطلاق عملية واسعة لإزالة الركام تمهيداً لإقامة المنطقة الإنسانية الجديدة. كما نقلت قناة «i24NEWS» أن الجيش بدأ بالفعل أعمال تطوير في المنطقة.
وفي موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» أن ميليشيات محلية يقودها ياسر أبو شباب ظهرت إلى جانب قوات إسرائيلية وعناصر من القيادة الأميركية في مواقع العمل شرق رفح.
توتر داخل الكابينت
الموافقة الإسرائيلية على المشروع أثارت غضباً داخل الكابينت، إذ يرى وزراء أن البناء «على الخط الأصفر» يعرّض المستوطنات في غلاف غزة للخطر. لكن نتنياهو دافع عن خطوته، موضحاً أن الأعمال تشمل «ضخّ كميات كبيرة من الأسمنت داخل الأنفاق وعزل مناطق واسعة»، بما يخدم «تدمير البنية العسكرية لحماس». كما اعتبر أن امتناع دول عربية وإسلامية عن المشاركة في القوة الدولية يصبّ في مصلحة أطراف إقليمية، ما يستدعي الاستجابة للمطالب الأميركية وتجنّب التصادم مع واشنطن.
رفض من السلطة و«حماس»
السلطة الفلسطينية بدورها رفضت أي خطوات إسرائيلية تُنفَّذ تحت عنوان إعادة إعمار غزة من دون إشرافها، مؤكدة تمسكها بخطتها العربية–الإسلامية لإعادة الإعمار. وشدّد رئيس الوزراء محمد مصطفى على أن الحكومة تمتلك «خطة تعافٍ واضحة» تُناقَش مع مصر استعداداً لمؤتمر دولي في القاهرة.
أما «حماس» فوصفت المشروع بأنه «خدعة» تسمح لإسرائيل بارتكاب «خروقات فظة للاتفاق». وأكدت الحركة أن تل أبيب «داست على الاتفاق منذ يومه الأول».
خروقات واسعة للاتفاق
وفي السياق، أعلن «مركز غزة لحقوق الإنسان» أن 350 فلسطينياً قُتلوا على أيدي قوات الاحتلال خلال 47 يوماً من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بينهم 130 طفلاً و54 امرأة، مشيراً إلى تسجيل أكثر من 535 خرقاً للاتفاق، بمعدل يتجاوز 11 خرقاً يومياً. كما اتهم المركز إسرائيل بتقييد دخول المساعدات، والسماح بمرور 211 شاحنة يومياً فقط، رغم إعلانها أنها تسمح بمرور 600 شاحنة.
وبينما يتواصل الجهد العربي والدولي لعقد مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار، كشف مصدر مطلع أن المؤتمر سيتأجل، في ظل التحركات الأميركية لإطلاق مشروعها الخاص في رفح.






































































































التعليق على هذا الموضوع