بقلم: جلال نشوان
كيف السبيل وقد شَطَّتْ بنا الدار ؟
أم كيف أصبر والأحباب قد ساروا
كنّا معاً دائماّ نتقاسم الأفراح والأحزان، كنّا دائماً نحاول أن نسرق من أيّامنا لحظاتٍ جميلة، نحاول أن تكون هذه الّلحظات طويلة، نحاول أن نحقّق سعادةً وحبّاً دائمين، حاولنا دائماً أن نبقى معاً لآخر العمر، لكن لم يخطر ببالنا أنّ الّلقاء لا يدوم، وأنّ القضاء والقدر هو سيّد الموقف، وأنّه ليس بيدنا
جاء رمضان ، وهطلت دموع غزيرة ، لرحيلكم يا شهداءنا
وغيابكم ، أسيراتنا وأسرانا الأبطال تنفطر القلوب
وتخلو مائدة الإفطار من وجودكم المميز حيث كنتم تضعون اللمسات الأخيرة ، لمائدة الإفطار ، حتي يعلن صوت الله أكبر
،لكن أروحكم ستبقى ترفرف حول المكان
في هذا الشهر الفضيل ، حيث الذكريات المؤلمة ، تتداعى
ومن اين نبدا ؟
ومنزل الأنس أضحى بعد ساكنه
موحشٌ حين غابت عنه أقمارُ
ما كان أحسننا والدار تجمعنا
والشمل متصل والعيش مدرار
يا ساكنين بقلبي أينما رحلوا
وراحلين بقلبي أينما ساروا
غبتم فأظلمت الدنيا لغيبتكم
وضاق من بعدكم رحب وأقطار
تمر الايام والجرح ما زال ينزف .. والقلوب ما زالت تبكي ..
ومازالت أرواحكم الطاهرة ، تعيش في وجداننا وفي قلوبنا المتلهفة لرؤيتكم .. وما زال البيت كئيب موحش ،
مرارة الفراق وحرقته أوجعتنا وجعلتنا ، نعيش كل التفاصيل الجميلة
بيتك بكل مكوناته ما زال يبكي فراقك…
زاويتك المفضله التي كنت تجلس فيها لتدون مذكراتك اليومية بكل تفاصيلها
هي ايضا تشعر بالوحدة والحزن ،،..
طال الشوق اليكم بعد ان عز اللقاء وبعد ان طال البعاد حتى اصبحنا نعيش على ذكراكم ونعيش مع طيف احلامكم وخيالكم الذي لايفارقنا لحظة واحدة ..
ان شوقنا اليكم قد زاد وحنيننا للقائكم قد فاض ومالنا الا الصبر على فراقكم ومالنا الا الله هو سبيلنا الى الصبر
مالنا الا الصبر على فراقك ومالنا الا الله هو سبيلنا الى الصبر ،
ذكريات شهر رمضان موجعة ومؤلمة لعائلات الشهداء والأسرى التي تستقبل شهر رمضان بكثير من الذكريات القديمة والمشاعر الجياشة لأبنائهم وآبائهم وإخوانهم
وما أن يرفع آذان المغرب وتجتمع العائلة على مائدة الإفطار تعود عاىلات المعتقلين في سجون الاحتلال لتعيش تلك التفاصيل الرمضانية الجميلة ، حينما اللمة الفلسطينية النادرة ، حول المائدة في كل يوم من رمضان
الدموع تملأ العيون وصور الشهداء والأسرى تزين جدران المنزل وكل يسرح في خياله ويتذكر تلك الأيام الجميلة ، علها تعود في قادم الأيام
هي قادمة وأن أجلتها بعض الأيام ، وباذن الله الفرحة قادمة
والدعاء إلى الله جل شأنه بأن يمن الله بالفرج ويتحرر الأسرى في وقت قريب، وأن تنقشع الايام المؤلمة وأن يلتقي الأحبة بأحبتهم
موائد رمضان الجميلة تذكرنا بالاوضاع الصعبة والقاسية لأسيراتنا و أسرانا الأبطال الذين يواجهون جلاوزة الظلم من سجاني وسجانات المحتل الغاصب الذين يحاولون النيل من عزيمة أبطالنا ، لكن هيهات ، فالأبطال لن يُقهروا ولن تُكسر إرادتهم
سلطات الإحتلال تواصل تنفيذ سياسة التنكيل الممنهج وانتهاكاتها المنظمة لحقوق الأسرى والمعتقلين التي كفلتها المواثيق والأعراف الدولية، كجزء من سياساتها الإجرامية التي تفرضها على الواقع الفلسطيني، حيث تصدّرت جملة من الانتهاكات واقع قضية المعتقلين والأسرى في سجون الإحتلال ، ولا سيما الإهمال الطبي ، حيث يعاني المئات من أسرانا المرضى عبر جملة من الإجراءات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال وساهمت في تفاقم ظروفهم الصحية
المنظمات الدولية والإنسانية تشير إلى حقائق أن عدد الأسرى المرضى قرابة إلى 700 أسير، منهم قرابة 300 حالة مرضية مزمنة وخطيرة وبحاجة لعلاج مناسب ورعاية مستمرة، وهناك على الأقل 10 حالات لمصابين بالسرطان وبأورام ذات درجات متفاوتة، ولعل ما يحدث الأسير البطل ناصر أبو أحميد ، خير دليل على بشاعة المحتلين الذين فقدوا أبسط مشاعر الإنسانية .
أرقام مخيفة تنشرها المؤسسات الحقوقية الخاصة بشؤون الأسرى، حيث توضح التقارير الحقوقية أن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 4634 فلسطيني خلال عام 2020، من بينهم 543 طفلا و128 من النساء، ووصل عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة إلى 1114 أمرا.
وتشير مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ، في تقرير سنوي إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول نحو 4400 أسير، منهم 40 أسيرة.
بينما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو 170 طفلا، وعدد المعتقلين الإداريين نحو 380 معتقلا، بينما وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 226 شهيدا، حيث استشهد 4 أسرى داخل سجون الإحتلال
شلال العذابات يتواصل وغدت موائد الإفطار تجعلنا ، نعيش الألم والأمل في غد أفضل باذن الله
وهناك من الأسر الفلسطينية ، لم تلتق بأبنائها في أي شهر من رمضان كالوالدة المناضلة أم ناصر حميد التي شاء الله أن تفطر لوحدها وأبناؤها الأربعة في السجون ،حيث اعتادت أيقونة الصبر والتضحية ، الغياب قسرا، لم تعش رمضان واحدا منذ نحو ربع قرن إلا وأحد أبنائها معتقل في سجون الاحتلال، هذا بالإضافة إلى تدمير بيتها عدة مرات
وفي منزلها بمنطقة الذي هدم بمدينة نابلس (شمال الضفة الغربية) تهيئ نفسها في كل رمضان لفرش المائدة الرمضانية ، بينما أبناؤها يفطرون في سجون الإحتلال
إنه الإحتلال الظالم المجرم الذي فقد كل مشاعر الإنسانية
أما أمهات الشهداء ، فالمشهد مؤلم وقاسي ، فما أن يرفع الأذان في مثل هذه الأوقات، فيرفعن أيديهن مبتهلات بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يُقر أعينهن برؤية أبنائهن في جنات النعيم
موائد رمضان ملأى بالألم ، لذا يجب على كل أبناء شعبنا زيارة أسر الشهداء والأسرى ، لتخفيف هول الألم الذي لا تحتمله الجبال
تفقدوا أسر الشهداء
والأسرى
وكونوا على تواصل معهم
فما أجمل التواصل معهم