القدس – غزة بوست
دلياني في محاضرة امام شخصيات امريكية: اُّسُس جرائم الاحتلال مُستمدة من جذور عنصرية في الفِكر الصهيوني
القى عضو المجلس الثوري والقيادي في تيار الاصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، محاضرةً سياسيةً امس بدعوة وتنظيم مؤسسة “دعم الديمقراطيات” ومقرها العاصمة الامريكية واشنطون، حضرها ٢٨ من الخبراء الامريكيون المتخصصون في مجال الامن القومي والسياسة الخارجية, وحضرها ايضاً السيد كليفورد ماي، رئيس المؤسسة، وعدد من كبار موظفيها.
وتحدث دلياني عن خروقات دولة الاحتلال الاسرائيلي لابسط قيّم الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان من خلال السياسات العنصرية، ومحاولتها أسْرَلة مدينة القدس العربية المحتلة عبر عملية مُمَأسسة تستند الى تشريعات لا رأي للمقدسين فيها، والحصار اللانساني لقطاع غزة، والاستيطان غير الشرعي. والمساس بالمقدسات والاوقاف الاسلامية والمسيحية، ضارباً مثالاً على قضية عقارات باب الخليل الارثوذكسية التي في حال الاستيلاء عليها بشكل فعلي من قبل المستوطنين، ستُشكل ضربة موجعة للهوية التاريخية والحضارية لمدينة القدس كونها تُغير معالم المدخل التاريخي للحجاج المسيحيين والطريق الرئيس لكنيسة القيامة ومعظم الاديرة الهامة والحي المسيحي ذاته، كما تحدث دلياني عن اقتحامات المستوطنين للحرم القدسي الشريف مع التركيز على فرض اداء شعائر تلمودية جماعية وعلنية خلال مسيرة الاعلام تحت حماية شرطة الاحتلال.
والقى دلياني الضوء على التوجه، المدعوم حكومياً من خلال التعليم والتساهل واحياناً دعم عناصر الارهاب اليهودي، لجر الشارع الاسرائيلي الى المزيد من التطرف، ومن شواهد ذلك، قال دلياني: قبول شارع الاحتلال جرائم الاعدامات الميدانية بحق الفلسطينيين، وشعبية طرح شريك في الحكومة، ساعر، ان يكون نظام الابرتهايد علنياً من خلال تطبيق القانون المدني على المستوطنين في الضفة الغربية والعسكري على الفلسطينيين عكس الحالة الاستثنائية التي تمارس منذ عام ١٩٦٧، بالاضافة الى امور اخرى، موضحاً ان كل هذا مبني على الاسس العنصرية المتجذرة في الفكر الصهيوني نفسه، مقدماً شرحاً لهذه الاسس.
وطالب دلياني من الحضور استخدام نفوذهم للضغط على الادارات الامريكية ودوائر صنع القرار من خلال وظائفهم ومناصبهم في مجال الامن القومي والسياسة الخارجية، لمحاسبة دولة الاحتلال الاسرائيلي على اساس نفس القيّم الديمقراطية المتبعة في الولايات المتحدة، وليس على أُسُس استثنائية تُفرغ القيم الديمقراطية من معناها كما هو معمول به حالياً.
وبعد الانتهاء من المحاضرة تلقى دلياني عدد كبير من الاسئلة حول حل الدولة الواحدة، الحياة الديمقراطية الفلسطينية، والانقسام الفلسطيني.
و”مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” التي نظمت المحاضرة هي مؤسسة أميركية فكرية تركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، وتكرس عملها لتشجيع التعددية والدفاع عن القيم الديمقراطية ومحاربة العقائد المتطرفة التي تغذي الإرهاب.