القدس المحتلة-غزة بوست
حنين يعقوب النواجي
ما مبدأ “الأخطبوط” الذي تبنته إسرائيل في مواجهتها مع إيران؟
قام وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد الذي من المقرر أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل المؤقت هذا الأسبوع بزيارة عاجلة إلى تركيا وسط مخاوف من هجوم على السياح الإسرائيليين هناك من قبل عملاء إيرانيين حيث أصبحت الحرب الطويلة التي تدور بين الخصمين اللدودين في الظل حتى وقت قريب أكثر علانية مؤخراً.
لسنوات انخرط كلا الجانبين في عمليات سرية ضد بعضهما البعض.
وتعتبر إسرائيل إيران التي تدعو إلى القضاء عليها أكبر تهديد لها. وترى إيران في إسرائيل عدوا يقف إلى جانب الولايات المتحدة سداً منيعاً ضد نموها كقوة إقليمية.
واتخذت المواجهة التي كانت تدور بعيداً عن الأضواء منعطفا دراماتيكيا بشكل خاص في عام 2020 عندما ألقى قادة إيران باللوم على إسرائيل في مقتل عالمها النووي الكبير محسن فخري زاده، الذي قُتل بالرصاص أثناء قيادته سيارة على طريق خارج طهران
لم تؤكد إسرائيل ولم تنف ضلوعها في مقتل فخري زاده، وهو خامس عالم نووي إيراني يتم اغتياله منذ عام 2007. إلا أن صحيفة نيويورك تايمز نشرت تقريراً مفصلاً يصف كيف نفذت إسرائيل ذلك وخلال الأشهر التالية وبعدما أن أصبح جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة وحاول إحياء الاتفاق النووي مع إيران الذي تخلى عنه سلفه دونالد ترامب، واصلت إيران وإسرائيل على ما يبدو العمليات السرية ضد بعضهما البعض.
وأعلنت إسرائيل أنها أحبطت محاولة اغتيال إيرانية بينما تفاخرت إيران بتنفيذ عملية بواسطة طائرة بدون طيار داخل إسرائيل. ويقال إن البلدين هاجما سفن الشحن الخاصة ببعضهما البعض.
وقالت إيران الأسبوع الماضي إن إسرائيل تقف وراء هجوم تخريبي على موقع نووي تحت الأرض.
قبل أيام فقط قالت إيران إنها ستحاكم ثلاثة أشخاص لهم صلات بالموساد الإسرائيلي الذي تتهمه طهران بالتخطيط لاغتيال علماء نوويين إيرانيين.
ويبدو الآن أن حرب الظل بين إسرائيل وإيران قد خرجت من الظل إلى درجة أن باتت موضوع مسلسل درامي من انتاج هوليوود لصالح تلفزيون آبل يحمل اسم “طهران” حيث يتسلل عميل للموساد إلى أعلى المستويات في جهاز الأمن التابع للحرس الثوري الإيراني.
وتواصل إيران الإصرار على أن برنامجها النووي هو للأغراض السلمية فقط. لكن منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران ردت إيران بتخصيب اليورانيوم إلى درجات أعلى وأصبحت الآن على وشك امتلاك ما يكفي لصنع سلاح نووي.
كما تعثرت محادثاتها مع القوى العالمية في فيينا بشأن إحياء الاتفاق النووي.
ما مبدأ “الأخطبوط” الذي تبنته إسرائيل في مواجهتها مع إيران؟
وهناك شبهات في أن إيران استهدفت المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة رداً على الهجمات داخل أراضيها.
وقصفت بصواريخ باليستية ما زعمت أنه “مركز استراتيجي” إسرائيلي في إقليم كردستان العراق في آذار/ مارس الماضي.
كما تتهم الميليشيات المدعومة من إيران بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على قواعد عراقية تضم قوات أمريكية، فضلا عن شن هجمات بالقنابل على قوافل إمداد هذه القوات.
وفي خطوة غير مسبوقة، حذرت إسرائيل مؤخرًا مواطنيها في إسطنبول وطلبت منهم مغادرة المدينة، كما طلبت من مواطنيها الآخرين بعدم السفر إلى تركيا قائلة إنهم يواجهون “خطراً حقيقيًا ووشيكاً” من عملاء إيرانيين يتطلعون إلى إيذاء الإسرائيليين.
وفي غضون ذلك، قال رئيس الوزراء المنتهية ولايته نفتالي بينيت في مقابلة له إن إسرائيل تتبنى ما أسماه بـ “مبدأ الأخطبوط” والذي يتضمن تكثيف العمليات السرية ضد برامج إيران النووية والصاروخية والطائرات بدون طيار على الأراضي الإيرانية، بدلاً من استهداف وكلائها الإقليميين في دول ثالثة.
وقال: “لم نعد نلعب مع أذرع ووكلاء إيران. لقد خلقنا معادلة جديدة تركز على التعامل مع الرأس”
على الرغم من زيارة الرئيس بايدن المرتقبة لإسرائيل قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الولايات المتحدة لا ترى أن وتيرة الحرب الإيرانية – الإسرائيلية التي تجري خلف الستار قد زادت أو على الأقل ليس بطريقة تبعث على القلق.
“إنها مستمرة منذ وقت طويل وهي تجري بوتيرة بطيئة وليست هناك خطوة مفاجئة من أي من الجانبين. هذا ما نراه منذ فترة طويلة، لكن الاختلاف أنها باتت مكشوفة الآن.”
وقال ريتش غولدبيرغ، كبير مستشاري مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها واشنطن، إن الحملة السرية الإسرائيلية قد يكون لها حدود.
“إن العالم ينتظر لحظة كبيرة حين نستيقظ ونسمع عن غارات جوية إسرائيلية، لكن يبدو أن الإسرائيليين يقومون بهدوء بتطبيع حرب الظل التي يمكن أن تتصاعد بسهولة لتصل إلى هجوم مباشر على المنشآت النووية الإيرانية دون أن يسارع العالم ويقول: هناك ضربة عسكرية علينا أن نوقفها “.