القدس المحتلة-غزة بوست
مريم أبو طه
تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال والتهويد خلال يونيو الماضي
صرحت مؤسسة “أوروبيون لأجل القدس” أنها قد رصدت 4 مؤشرات لتصاعد خطر التهويد (الإسرائيلي) في المسجد الأقصى والقدس خلال يونيو الماضي.
حيث وثقت المؤسسة في تقريرها الشهري 4 آليات نفذتها جماعات الهيكل لتكريس أداء الصلوات والطقوس التملودية في المسجد الأقصى، في وقت صعّدت فيه سلطات الاحتلال من إجراءات التهويد ومحاولات فرض أمر واقع جديد في المسجد وعموم مدينة القدس.
وفي مطلع هذا الشهر حاولت جماعات المعبد اليمينية تكريس أداء الطقوس والصلوات التلمودية في المسجد الأقصى بهدف تحويلها إلى مكتسبات دائمة، عبر 4 وسائل.
وتمثلت هذه الوسائل في تكرار ما يسمى “السجود الملحمي” في باحات الأقصى، وأداء الصلوات العلنية الجماعية بصوت عالٍ، وترديد التراتيل الدينية والأناشيد القومية بصوت مرتفع في الأقصى، واقتحام المسجد بالملابس البيضاء حصرًًا، وهي ملابس التوبة التي ينبغي على “كهنة المعبد” أن يرتدوها ما داموا في خدمة “المعبد” وفق التعاليم الدينية لهذه الجماعات، وأخيرًا تكريس البائكة الغربية لقبة الصخرة بعدّها نقطة صلاة ثابتة إلى جانب الساحة الشرقية.
تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال والتهويد خلال يونيو الماضي
وحذرت “أوروبيون لأجل القدس” من أن هذه الممارسات الأربع تسعى لتكريس التعامل مع المسجد الأقصى بوصفه معبدًا قائمًًا، وذلك بإحياء كل خصوصيات المعبد التي اندثرت باندثاره وفق الرواية الدينية، وهو خطر يتجاوز التقسيم الزماني والمكاني للأقصى بالقفز إلى الصراع على طبيعة الأقصى وهويته.
وحسب التقرير فإن المحكمة العليا للاحتلال قد أعطت الضوء الأخضر لجمعية “عطيرت كوهانيم” الاستيطانية للاستيلاء على ممتلكات لبطريركية الروم الأرثوذكس في شرقي القدس. ويتيح القرار للجمعية الاستيطانية الاستيلاء على فندقَي “إمبريال” و”بترا” في ميدان عمر بن الخطاب في باب الخليل بالبلدة القديمة ومبنى “المعظمية” في البلدة.
حسب ما جاء في التقرير؛ فإن قوات الاحتلال قد اقترفت (772) انتهاكًا خلال شهر يونيو الماضي، موزعة على (16) نمطًا من انتهاكات حقوق الإنسان، في مقدمتها الاقتحامات والمداهمات بنسبة 29.5%، يليها الاعتقالات بنسبة 22.4%، وغالبية هذه الانتهاكات مركبة.
تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال والتهويد خلال يونيو الماضي
وأشار التقرير إلى (50) حادث إطلاق نار واعتداء مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي في أحياء القدس المحتلة، أدت إلى إصابة 68 مواطنًا بالرصاص وقنابل الغاز، فضلًا عن تعرض أكثر من 77 آخرين للضرب والتنكيل المباشر.
وثق التقرير تنفيذ قوات الاحتلال (228) عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس، اعتقلت خلالها 173 مواطنًا، منهم 35 من الأطفال والنساء، واستدعت 29 آخرين، وفرضت الحبس المنزلي على 21 مواطنًا. عدا عن ذلك رصد التقرير 27 اعتداء من قوات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى، وإغلاق أبواب المسجد والبلدة القديمة مرتين، في حين شارك خلال هذا الشهر، 4492 مستوطنًا في اقتحام المسجد الأقصى، الذي تكرر على مدار 22 يومًا.
هذا وقد رصد التقرير (32) عملية هدم، أسفرت عن تدمير 6 منازل أحدها ذاتيًا، مما أدى إلى تشريد 20 مواطنًا، منهم نساء وأطفال. كما وزعت ما لا يقل عن 10 إخطارات بالهدم والإخلاء.
وحسب التقرير، استمرت قوات الاحتلال خلال يونيو في تكريس الاستيطان والتهويد عبر 6 قرارات تشمل بناء 820 وحدة استيطانية جديدة جزءًا من مخطط البناء في منطقتين جنوب البلدة القديمة، ومخطط استيطاني يهدف لإقامة “حديقة وطنية” على مساحة تبلغ حوالي (مليون دونم) بين القدس والبحر الميت، ومخطط جديد يفصل “حَيّ المصرارة” عن “باب العامود” و”باقي أحياء القدس”، وتنفيذ أعمال في “مئذنة قلعة داود”، بمنطقة باب الخليل في القدس القديمة، بهدف تهويد وتزوير الحقائق التاريخية.
تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال والتهويد خلال يونيو الماضي
كما واستمرّت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ سياسية الإبعاد عن المسجد الأقصى أو مدينة القدس، حيث أصدرت خلال هذا الشهر (22) قرارًا بالإبعاد،عن المسجد الأقصى وأحياء القدس.
وخلال هذا الشهر برزت إجراءات إسرائيلية خطيرة في المسجد الأقصى تؤشر لسياسة التهويد وفرض أمر واقع، من ذلك عملية التسوية في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى، حيث تعمل سلطات الاحتلال على تهيئتها وتجهيزها فيما يبدو لتصبح ملائمةً للصلاة، وهناك خطر أن تتحول هذه التسوية فجأةً إلى كنيسٍ داخل المسجد الأقصى مقابل المصلى المرواني وبمحاذاته تماماً من الجهة المقابلة.
كما برز شبح التهويد عبر الحفريات في منطقة السور الجنوبي للمسجد الأقصى، وكذلك منطقة القصور الأموية، وتسجيل الأراضي الواقعة ضمن مخطط “الحديقة القومية” حول أسوار البلدة القديمة جنوب المسجد الأقصى بأسماء يهود.
هذا وقد أشار التقرير إلى 71 حاجزًا ثابتًا وفجائيًا، و7عمليات إغلاق لشوارع، وقرار منع سفر و4 اعتداءات على الحريات وقمع للصحفيين.