تاريخ النشر:
22 يوليو 2022 8:43 GMT
تاريخ التحديث: 22 يوليو 2022 9:30 GMT
مع انخفاض منسوب المياه المخزنة في سد الحسكة الجنوبي، شمال شرقي سوريا، إلى ما يقارب ثلث المنسوب الرئيسي، تزداد المخاوف من مخاطر بيئية وصحية واقتصادية على سكان المناطق الجنوبية لمحافظة الحسكة وريف دير الزور الشمالي.
وبحسب إدارة الموارد المائية في لجنة زراعة الحسكة، انخفض مستوى السد إلى نسبة كبيرة، لم يتبق ضمنها سوى 120 مليون متر مكعب فقط من أصل 605 ملايين متر مكعب.
وشهدت المنطقة بعد انخفاض مياه السد في الآونة الأخيرة، ظهوراً للمقابر ونفوق آلاف الأسماك على الضفة الغربية للبحيرة، وخروج مساحات كبيرة من الأراضي عن نطاق الاستثمار الزراعي، مع انتشار ملحوظ للأمراض، مثل التهاب الأمعاء والتهاب السحايا واللشمانيا“.
وقال المزارع إبراهيم الحسين (55 عاماً)، من سكان بلدة العريشة جنوبي الحسكة، لـ“إرم نيوز“، إن ”مشكلة جفاف مياه السد بدأت منذ أعوام، ومنتصف الشهر الحالي انخفض بشكل كبير“.
وأوضح أن ”السبب في ذلك يعود لإقدام تركيا على حبس مياه نهر الخابور المغذي للسد بشكل تدريجي اعتباراً من عام 2013، إلى جانب الجفاف والتغير المناخي وتراجع منسوب الهطولات المطرية الذي تشهده المنطقة، كل ذلك أدى إلى انخفاض مياه السد“، وفقا لقوله.
وأضاف: ”انخفاض منسوب مياه سد الحسكة الجنوبي أثّر على اقتصاد سكان المنطقة، بعدما تسبب في انخفاض الإنتاج الزراعي، كما أن استمرار قلة المياه أدى لتوقف عمل عشرات الصيادين في البحيرة أيضاً، فضلاً عن إلحاق الضرر بالثروة الحيوانية“.
وبدوره، قال مدير الموارد المائية في ”لجنة زراعة الحسكة“ محمد سعدون، إن ”انخفاض مستوى مياه سد الحسكة الجنوبي يحمل معه تأثيرات خطيرة على الاقتصاد والصحة العامة للسكان على امتداد نهر الخابور بدءاً من العريشة حتى بلدة مركدة؛ بالإضافة إلى قسم من مناطق ريف دير الزور الشمالي“.
ونوه إلى أن ”انحسار المياه حوّل أطراف السد إلى مستنقعات للمياه الملوثة التي تحولت تدريجياً إلى بيئة لتكاثر الحشرات المسببة للعديد من الأمراض“.
وأشار إلى أن ”استمرار حبس مياه نهر الخابور خلال الفترة المقبلة، سيحوّل المنطقة إلى منطقة كوارث، وسيحمل معه مخاطر على حياة السكان وصحتهم، في حال لم يعد ضخ المياه إلى ما كان عليه سابقاً، ومن الممكن أن يتخلى المزارعون عن أراضيهم الزراعية أو حتى عن زراعتها بسبب عدم وجود مياه ري كافية“، حسب وصفه.
ويبلغ طول نهر الخابور 320 كم، وينبع من جنوب تركيا بالقرب من الحدود السورية، ثم إلى الحدود جنوباً إلى شمال شرقي سوريا، ليندمج في نهر جقجق بالجزيرة السورية، ثم يصبّان في نهر الفرات قرب مدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور.
